سد النهضة

كشف خبراء ومسؤولون سابقون شاركوا في المفاوضات حول أزمة سد النهضة إن المملكة العربية السعودية يمكنها مساعدة مصر في هذا الملف، والضغط على إثيوبيا لتغيير موقفها. وعلى مدى 20يوماً تلت تعثر التوافق على التقرير الاستهلالي الذي أعده المكاتب الاستشارية الخاص بدراسات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان، التقى وزير الخارجية سامح شكري، مرتين مع نظيره السعودي عادل الجبير، وناقشا في المرتين هذه القضية.

وبدأت وزارة الخارجية جولات دبلوماسية سريعة على الدول الشقيقة والصديقة بعد تعثر المسار الفني لمفاوضات السد، شددت خلالها على محورية وأولوية إتمام الدراسات الخاصة بالتأثيرات المُحتملة للسد وفقا للإطار الزمني المحدد، لضمان الاستفادة بتوصيات تلك الدراسات خلال عملية ملء خزان السد وتحديد اُسلوب تشغيله.

وخلال اللقاء الذي جمع شكري، والجبير في روما على هامش منتدى الحوار المتوسطي، أكد الوزير السعودي "أهمية الاحترام الكامل للاتفاق الإطاري الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، خاصة على ضوء المرونة التي أبدتها مصر طوال عملية التفاوض على المسار الفني. يرى الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الري الأسبق وعضو اللجنة الفنية السابق، أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تلعب دورا كبيرا في حل الأزمة، مشيرا إلى أن تدخلها لصالح مصر سيقوي موقفنا، خصوصا أن لدى المملكة كروتا كثيرة سواء بدعمنا دبلوماسيا أو وقف الامدادات إلي إثيوبيا.

وأضاف "القوصي": أعمال السد تأثرت بإلقاء القبض علي محمد العمودي رجل الاعمال السعودي الذي يمول عمليات البناء، لاتهامه في قضايا فساد في المملكة، رغم محاولة إثيوبيا الإيحاء بعكس ذلك. وأكد عباس الشراقي، رئيس الوحدة الأفريقية بجامعة القاهرة، أن السعودية والإمارات وبعض الدول العربية الأعضاء في الاتحاد الإفريقي مثل ليبيا وتونس والمغرب والجزائر والسودان، يمكن أن يستغلوا علاقاتهم الجيدة مع إثيوبيا لتهدئة التوتر وإعادة الأزمة لطاولة المفاوضات من جديد. وقال الشراقي: المملكة تستطيع توفبر المناخ الجيد لحل الأزمة خصوصاً وأن لديها مشروعات زراعية واستثمارية في أديس بابا، ويمكنها الدفع لتوقيع اتفاقية تشغيل السد من خلال لجنة فنية مكونة من مهندسي الدول الثلاثة كإثبات حسن نوايا أديس بابا. وقالت السفيرة مني عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن هذه المرحلة تحتاج إلى توافر كافة الجهود والبحث عن بدائل حقيقية، لافتة إلي أهمية زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي إلي القاهرة المقررة الشهر المقبل، لإلقاء كلمة أمام مجلس النواب المصري. وأضافت: الخارجية المصرية تتولي الملف منذ توقف العمل الفني، واللجوء للوساطة الدولية ليس أمرا سهلا، والسعودية لديها تأثير قوي لا يستطيع أحد إنكاره.

وأوضحت السفيرة مني عمر، أن لقاء شكري والجبير تناول أكثر من قضية ومن ضمنها قضية سد النهضة، وقال إن المملكة أكدت حرصها على أمن مصر المائي، مشيرة إلى أن مصر دولة كبيرة ولديها طرق عديدة للحفاظ على أمنها المائي قائلة "أن الرئيس يولي اهتمامًا خاص بهذه القضية". كانت السودان وإثيوبيا رفضتا الموافقة على التقرير الاستهلالي الخاص بدراسات "سد النهضة"، فيما تمسكت مصر بما جاء في التقرير، ما دفع الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، لإعلان فشل المفاوضات الفنية.