القاهرة - مصر اليوم
وجه الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء، رسالة لكل من حزن على إغلاق الحرم المكي والمسجد النبوي.
وقال "جمعة"، خلال لقائه ببرنامج "من مصر" المذاع على فضائية "cbc"، إنه تم تعطيل الحج لمدة أربعين موسماً لعدد من الأسباب، منها أحداث وبائية أو حوادث أمنية وغيرها.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن ما فعلته المملكة العربية السعودية من غلق المسجد الحرام والمسجد النبوى الشريف هو أصل تقرره الشريعة؛ فهو حفاظ على النفس البشرية التي هي أبرز مقاصدها.
وأكد أن اتباع الإجراءات الوقائية ضد انتشار الأمراض والأوبئة مما حث عليه سيدنا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- فقد قال- صلى الله عليه وسلم-: "فر من المجذوم فرارك من الأسد".
وذكر أن الناس قديمًا اجتمعوا لقراءة صحيح البخاري لرفع الوباء؛ فكان اجتماعهم هذا سببا رئيسا في استفحال الوباء وانتشاره، مؤكداً أن حفظ النفس أول مقاصد الشريعة الإسلامية حسب ترتيبه وكثير من العلماء.
ولفت إلى أن حفظ النفس قبل حفظ الدين، مشيراً: "وهذا الترتيب له منطق وله غرض، وهو أنني أحافظ على النفس لكي أخاطبها فيأتي العقل وهكذا؛ فتكون بذلك : حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ العرض –الكرامة - وحفظ الملك -المال -".
ونبه إلى أن هذه المقاصد الشرعية الخمسة ترادف النظام العام الذي تسير به معظم دول العالم وتقوم عليه قوانينها، فلا يختلف أحد على أهمية هذه المقاصد الخمس للإنسان أيا كان جنسه أو دينه أو حتى بلا دين؛ فهي مقاصد للنظام العام للجميع والذين لجأوا إلى الله فى تلك المحنة.
وأشار المفتى السابق إلى أن من يعرض نفسه للخطر بعدم اتباع الإجراءات الوقائية ضد فيروس كورنا يخالف بلا شك شرع الله الذي يحث على حفظ النفس، وهنا يتم العقاب عندما نصدم مع حائط القدر، فالله سبحانه وتعالى بنى الكون على أسس وسنن.
في السياق ذاته، أوضح الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن ما يحدث الآن من انتشار لفيروس كورونا المستجد هو قدر من الله - سبحانه وتعالى- فهو خلق خلقه كيفما يشاء ويبتليهم بما يشاء؛ فالخلق خلقه والملك ملكه والأمر أمره.
واستشهد "العجمي" في إجابته عن سؤال: "هل دعوات الاستغفار والتكبير كافية لرفع وباء كورونا، وهل يعد إعتراض على قضاء الله؟" بقوله- تعالى-: " لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ"، ( سورة الأنبياء: الآية ٣٢).
واستدل أيضًا بقوله - تعالى-: "إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ"، (سورة الحج: الآية ١٨)، وبقوله - صلى الله عليه وسلم-: "ما أنزل الله عز وجل داء، إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله"، رواه أحمد عن عبد الله بن مسعود، وأخرجه ابن حبان في صحيحه.
وأفاد أمين الفتوى بأنه على المسلم أن يكون واعيًا متبصرًا في مثل هذه الظروف ويأخذ بالأسباب، وقال: "الأخذ بالأسباب طاعة لله وتركها معصية له - عز وجل".
وأضاف أن الاعتماد على السبب وحده دون النظر إلى المقدر والمؤثر أمر خطير أيضًا، فعلى المسلم أن يأخد بالأسباب المادية من الاحتراز واتباع سبل الوقاية من عدم الاختلاط بالناس، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة والبعد عن أي تجمعات حيث لا ينتشر هذا الوباء بين الناس"، وأكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الإنسان بذلك يحمي نفسه ويحمي من حوله من أهله وأبناء وطنه، مبينًا أن هذا من سبل تفكير العاقل.
وتابع: "الشرع الحنيف قد حث على ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: " لا ضرر ولا ضرار"، كما أن الشريعة لم تأت للناس بالضرر بل أمرت بإزالته، وعليه: فعلى الإنسان أن يتجنب أماكن الاختلاط إلا لقضاء ضرورة ماسة من شراء دواء أو غذاء ويتكلف في ذلك سبل الاحتراز والوقاية.
واختتم أمين الفتوى: "كذلك يتبع المسلم الأسباب المعنوية من الاستغفار والدعاء والتضرع إلى الله - عز وجل- والتوسل إليه بأن يرفع هذا الوباء عنا، فالله- سبحانه وتعالى- يقول: "ادعوني استجب لكم"، ويقول أيضا "وإذا سألك عبادى عني فأني قريب أجيب دعوة الداعي"، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "الدعاء هو العبادة".
قد يهمك أيضا :