هيئة كبار العلماء في الأزهر

أعربت هيئة كبار العلماء، في الأزهر، عن رفضها قرارات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن القدس، التي وصفتها بأنها ليس لها سند تاريخي أو قانوني، قائلة إن هذه القرارات المتغطرسة والمزيفة للتاريخ، لن تغير على أرض الواقع شيئًا، فالقدس فلسطينية عربية إسلامية، وهذه حقائق لا تمحوها القرارات المتهورة ولا تضيعها التحيزات الظالمة. وفي بيان أصدرته خلال اجتماعها الطارئ، الثلاثاء، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أكدت الهيئة ما سبق أن أعلنه شيخ الأزهر، من رفضه هذه القرارات، ولقاء نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، والذي جاء في إطار مواقف الأزهر التاريخية من القضية الفلسطينية، معبرًا عن مشاعر أكثر من مليار و700 مليون مسلم.

وأعربت الهيئة، وهي أكبر مرجعية علمية وفقهية في الأزهر، عن تقديرها لقرار الكنيسة القبطية المصرية، بعد أن أصدرت بيانًا برفض استقبال البابا تواضروس لقاء نائب الرئيس الأميركي، ردًا على القرار الباطل. ودعت الهيئة جميع الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية إلى القيام بواجبها تجاه القدس وفلسطين، واتخاذ كل الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة لإبطال هذه القرارات. وطالبت كل الحكومات والمؤسسات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة، وكل الأحرار والعقلاء في العالم، بالتحرك الفاعل والجاد لنزع أي مشروعية عن هذا القرار الظالم.

وفي هذا السياق، أشادت هيئة كبار العلماء بمواقف الدول الحرة والحكومات المسؤولة في العالم، التي رفضت القرار الأميركي، وفي مقدمتها موقف الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين، معربة عن دعمها الانتفاضة الفلسطينية التي يقدم فيها الشعب الفلسطيني دماءه فداء لمقدساته، داعية القادرين من العرب والمسلمين إلى تقديم العون المادي لهم. وطالبت هيئة كبار العلماء المؤسسات العلمية والتعليمية ووزارات الأوقاف ودور الإفتاء في البلدان العربية والإسلامية، إلى الاهتمام بقضية القدسِ وفلسطين في المقررات الدراسية والتربوية، وخطب الجمعة، والبرامج الثقافية والإعلامية، لاستعادة الوعي بهذه القضية المهمة والمصيرية. وفي هذا الصدد، قررت هيئة كبار العلماء تشكيل لجنة لصياغة مقرر دراسي عن القضية الفلسطينية، يدرس في كل مراحل التعليم الأزهري، ويعلن عنه في مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين العالمي لنصرة القدس.

وشددت الهيئة على أن عروبة القدس وهويتها الفلسطينية غير قابلة للتغيير أو العبث، وأن مواثيق الأمم المتحدة تلزم الكيان الغاصب بعدم المساس بالأوضاع على الأرض، ومنع أي إجراءات تخالف ذلك، وعلى الإدارة الأميركية أن تعي أنها ليست إمبراطورية تحكم العالم، وتتصرف في مصائر الشعوب وحقوقها ومقدساتها. وحذرت من محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل انسحابه من الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف. وقالت إن مكتبها سيستمر في حالة انعقاد دائم ليتابع المتغيرات لحظة بلحظة، وإعداد التوصيات اللازمة لعرضها على المؤتمر العالمي لنصرة القدس، المزمع عقده في 17 و18 يناير / كانون الثاني المقبل، بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين.