القاهرة - مصر اليوم
لا شك أن السكك الحديدية، تعدّ من أهم وسائل النقل في مصر، نظرًا لطبيعتها العملية، واستخدامها من قبل ملايين المصريين، باعتبارها الوسيلة الأكثر أمنًا، وإن كانت هذه الصفة تخلت عنها فى الوقت الحالي، ومع كل حادث تشهده السكك الحديدية، يظهر الحديث عن خطط التطوير.
خطط التطوير تلك تشمل المحطات والأرصفة والمزلقانات، ورغم أنها بدأت فى العديد من المحافظات منذ فترة، إلا أنها توقفت لأسباب مختلفة، لتدخل إعادة رفع كفاءة وتأهيل غالبية محطات القطارات على مستوى الجمهورية "ثلاجة" التجميد.
ونرصد فيما يلي، أهم المحطات التي توقف تطويرها، بعد أن بدأت الأعمال بداخلها بالفعل، وذلك في ١٢ محافظة، فضلًا عن الأوضاع المتردية لحال السكك الحديدية ككل في هذه المحافظات.
أصبح استقلال المواطنين للقطارات من محطات سكك حديد محافظة البحيرة، عنوانًا لرحلة عذاب ومشقة، بعدما انعدمت فيها الخدمات الآدمية، من دورات مياه وأماكن الاستراحات.
وزاد الأمر سوءًا بعد تعرض المحطة الرئيسية بالمحافظة، وهي "محطة دمنهور"، التي يرجع تاريخها إلى عهد والي مصر عباس الأول سنة ١٨٥٢ ميلاديًا، وتعد من أولى محطات السكك الحديدية في مصر، لوقائع إهمال أدت إلى هدم جميع مبانيها من استراحات ودورات مياه، دون توفير البديل. الغريب أن الجهة المسؤولة عن تطوير المحطة لم تنتهِ حتى الآن من عملها، الذى بدأ فى ٢٠١٥.
ويقول سعيد عبداللاه، طالب، إنه يسافر من دمنهور إلى كليته فى طنطا، فتبدأ معاناته مع زحام المحطة يوميًا، نتيجة لعدم وجود استراحات، ما يضطر معه كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة للوقوف على أرجلهم، تحت الشمس، لمدة طويلة لانتظار القطار. وأكد عبداللاه أنه شاهد على واقعة سقوط امرأة مسنة على القضبان، بسبب بقايا الهدم ومواد البناء الموجودة على الرصيف.
أما محطة كفر الدوار، فما زال الركاب يعانون عدم توفير سلالم أوتوماتيكية رحمة بكبار السن وذوى الاحتياجات، ما يدفعهم للنزول من الأرصفة والسير بمحازاة شريط السكك الحديدية، معرضين أنفسهم للخطر، بالإضافة لعدم وجود دورات مياه أو خدمات آدمية بالمحطة. وكشف هيثم السيد عبدالعزيز، محامٍ من أهالى كفر الدوار، عن كارثة تتمثل فى وجود نفق متهالك ومتصدع ملىء بالباعة الجائلين على المحطة، مشيرًا إلى حرمان الأهالى من حقهم فى ركوب القطارات المميزة، لأنها لا تقف بمحطة كفر الدوار.
"الخرابة"، كلمة أطلقها الأهالى على محطة قطار المنشاة بمحافظة سوهاج، فرغم التطوير الذى شهدته معظم محطات سوهاج، إلا أن محطة المنشاة كانت استثناء صارخًا يطغى عليه الإهمال. أعمال تطوير المحطة انطلقت منذ عامين وبدأ تكسير الحوائط والأرصفة ثم توقف التطوير عند ذلك، ما يضطر الأهالى للذهاب إلى مدينة سوهاج التى تبعد ٣٥ كيلو مترًا، لعدم توقف القطارات المكيفة على محطة قطار المنشاة لسوء حال رصيفها.
ويقول معتز المنشاوى، أحد الركاب، إن مركز المنشاة أكبر مراكز محافظة سوهاج، ورغم ذلك لا توجد به محطة قطار آدمية، فقد توقفت مراحل التطوير فيها منذ عامين، حتى أصبحت المحطة «كوم تراب». وأضاف المنشاوى أن رصيف المحطة انخفض عن مستوى الأرض بسبب أعمال التكسير، مما يعرض الركاب إلى السقوط تحت عجلات القطار.
من جانبه، قال أبوبكر رستم، رئيس حركة القطارات بالمحطة، إن نسبة ما تم تنفيذه وإنجازه من أعمال التطوير والتجديد بالمحطة بلغت حوالى ٣٠ ٪ فقط، مشيرًا أن الأعمال بدأت فى يناير ٢٠١٦، وكان من المقرر أن تنتهى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٦، لكن ذلك لم يحدث. وأضاف رستم أن تكلفة المشروع تبلغ حوالى ٦ ملايين جنيه، لافتًا إلى أن وزير النقل المهندس هشام عرفات، زار محطة المنشاة فى مارس الماضى لتفقد ما تم إنجازه من أعمال بالمحطة، وأنه أعطى مهلة ٣ أشهر لشركة المقاولات المنفذة للمشروع وشدد عليها للانتهاء من باقى أعمال التطوير والتجديد، لكن حتى الآن لم يتحرك أحد.
تشهد محطات القطارات بمحافظة الدقهلية حالة من الإهمال والافتقار إلى الصيانة، ما يؤثر فى حركة الركاب وينذر بحدوث كوارث خطيرة. ورغم أن محطة القطارات الرئيسية فى مدينة المنصورة تشهد بعض التجديدات، وتحديدًا تجديد أماكن حجز التذاكر، ووضع بوابات حديدية لتنظيم الدخول إليها، إلا أن الإهمال يضرب أنفاقها الغارقة فى مياه الصرف الصحى، فضلًا عن تهالك الأرصفة المليئة بالباعة الجائلين.
كما تعانى محطة المطرية، آخر خطوط الدقهلية من ناحية الشمال، من الإهمال أيضًا، فضلًا عن تهالك الأرصفة، وتحتاج المحطة إلى عملية تطوير شاملة ومستمرة، فى ظل ازدياد عدد الركاب الذين أصبحوا يعتمدون على القطارات عقب ارتفاع أسعار بقية وسائل الموصلات.
الإهمال نفسه يسيطر على محطة طلخا، خاصة بعد إنشاء الكوبرى الجديد أعلى مزلقان السكة الحديد، ما أدى إلى تحطيم أجزاء كبيرة من أرصفة المحطة التى لا يتوفر بها وسيلة للعبور بين الرصيفين سوى كوبرى مشاة آيل للسقوط.
فى السياق نفسه، تحولت محطة قطار طلخا بالدقهلية إلى «سوق»، بعد قيام الباعة الجائلين باحتلال أرصفة المحطة، كما سحبت هيئة السكك الحديد، بالتنسيق مع إدارة المرور، فرد التحويلة والشرطى المكلف بتنظيم الحركة المرورية بالمزلقان من ناحية شارع صلاح سالم، وهو ما ينذر بمزيد من الكوارث فى المستقبل، فى ظل عدم وجود حواجز أو صدادات أثناء العبور، فضلًا عن احتلال الباعة الجائلين للمزلقان أيضًا.
فى المقابل، تشهد محطة قطارات ميت غمر آخر محطة للمحافظة فى اتجاه القاهرة عمليات تطوير وتجديد لمزلقانها، بتكلفة تقديرية مليون و٢٥٠ ألف جنيه، ومن المقرر انتهاء التطوير نهاية أكتوبر الجارى.
تحولت محطة قطار قرية «كوم أبوراضى»، التابعة لمركز «الواسطى» بمحافظة بنى سويف، إلى خرابة بالمعنى الحرفى للكلمة، بعد تآكل أرصفتها، وتعطل أعمدة الإنارة، ووجود رصيف واحد فقط بجهة واحدة، ما قد يهدد بتصادم كارثى بين القطارات.
ويقول محمد إبراهيم، أحد أهالى القرية، إن المحطة تعانى من شروخ وكسور بالرصيف المتهالك، فضلا عن انخفاضه عن مستوى عربة القطار، ما يجد معه الركاب صعوبة بالغة فى الصعود، إلى جانب انتشار الظلام الدامس بالمحطة، ما يسمح بانتشار اللصوص وقطاع الطرق.
وطالب «إبراهيم» بتدخل المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، للنظر إلى تلك المحطة المنسية من قبل المسئولين، قبل فوات الأوان، ووقوع ضحايا.
من جانبه، قال النائب بدوى النويشى، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز «الواسطى»، إنه تقدم بمذكرة للمهندس شريف حبيب، وسؤال لرئيس الوزراء، ووزير النقل، حول عدم تطوير وتجديد محطة «كوم أبوراضى».
وأشار إلى أنه تفقد المحطة بعد شكاوى الأهالى للتحقق من صحة كلامهم، فوجد أن عربة السكة الحديد ترتفع عن رصيف المحطة بمسافة ٧٠ سم، ما يهدد بوقوع حالات وفاة تحت عجلات القطار. كما يعانى رصيف المحطة، بسب «النويشى» من شروخ وتصدعات كبيرة، فضلا عن عدم وجود إنارة وتهالك مسجد المحطة، وعدم وجود رصيف من الناحية البحرية المتجهة إلى الفيوم، ما يضطر الركاب إلى التسلق حتى يتمكنوا من استقلال القطار. وكشف عضو مجلس النواب عن خطة لتطوير الرصيف بطول ٢٠٠ متر، إلا أنه لم يتم توفير الاعتماد المالى لها حتى الآن، على الرغم من تطوير جميع محطات السكك الحديدية بطريق الواسطى/ الفيوم.
بدأت أعمال التجديد والتطوير فى محطات سكك حديد مراكز فرشوط ودشنا ونجع حمادى بمحافظة قنا، منذ عامين، وتوقفت عند تكسير الأرصفة وتهشيم الجدران القديمة، ما أدى إلى تدهور حال المحطات فى ظل تطوير لا يبدو أنه سينتهى قريبًا.
يقول أنور محمود علام، أحد أهالى مركز فرشوط، إن أعمال التطوير توقفت منذ ٦ أشهر بسبب خلاف نشب بين المقاول المسئول عن تنفيذ التشطيب والتجديد النهائى داخل المحطة، ومسؤولى هيئة السكة الحديد.
وأضاف علام أن المحطة تكتسى بالرمال وتمتلئ بمواد البناء منذ أشهر، ما يؤدى إلى عرقلة الركاب، خاصةً كبار السن، أثناء محاولتهم استقلال القطارات المتجهة من وإلى محافظات القاهرة ووجه بحرى. فى سياق متصل، تعيش محطة السكة الحديد بدشنا حالة مشابهة، ويقول على إبراهيم، أحد أهالى دشنا، إن محطة السكة الحديد «خارج الخدمة» بسبب أعمال التكسير والتهشيم المستمرة منذ أشهر عديدة.
أما فى مركز نجع حمادى، فلم يختلف الحال أيضًا، فالمحطة تمتلئ بالحفر التى تعوق المارين، فضلًا عن الطوب المنتشر على أرصفة المحطة المختلفة جراء التطوير الذى بدأ قبل عامين.
رغم مرور أكثر من عامين على بدء العمل بها، لاتزال محطة «محلة موسى» فى كفر الشيخ، قيد التنفيذ، ولم ينته العمل بها حتى الآن، خلافا لما يجب أن يكون فى محطة تبادلية هامة، تتوقف فيها القطارات السريعة، على خطوط دسوق ودمنهور والإسكندية وكفر الشيخ.
ومع توقف أعمال البناء، تحولت أرصفة المحطة إلى مخزن كبير، لتشوين مواد البناء، فضلًا عن وجود ١٠ حفر مكشوفة، من المقرر أن تستخدم لتمرير الأسلاك، ووضع مستلزمات التشغيل للمحطة، تغطيها الشركة المنفذة بألواح خشبية ضعيفة، تتهاوى تحت ثقل الركاب، وتسببت أحدها فى سقوط راكب منذ عدة أشهر، وإصابته بالتواء فى الكاحل.
ويقول عبداللطيف عبدالعليم، أحد أهالى محلة موسى، إن الجميع استبشر خيرًا بإدراج هيئة السكك الحديدية للمحطة فى خطة التطوير، إلا أن البناء لم يكتمل رغم مرور عامين، فضلا عن تراكم الحفر ومواد البناء، التى تعوق حركة المارة.
ويضيف المواطن على الطباخ أن الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، حضر إلى المحطة يوم ٢٨ يونيو من العام الحالى، وأبدى غضبه من تعطل الأعمال، وقام بإنذار المقاول، ومنحه مهلة للانتهاء من العمل، لكن العمل لايزال يسير ببطء شديد، رغم مرور ٣ أشهر على الواقعة. وأوضح أحد العاملين بالشركة المنفذة- رفض نشر اسمه- أن الأعمال قوبلت ببعض المعوقات، بسبب وجود مبان، مثل المسجد، ومبنى ملحق بالمحطة، غير مدرجة فى تفاصيل التعاقد، ما أحدث خلافا بين الهيئة والشركة المنفذة، حول إعادة تأهيلها، بالإضافة إلى الخلاف حول خط صرف المحطة، وتغيير مساره، وغيرها من المعوقات التى تم حلها عند زيارة الوزير.
ويقول المسئولون عن العمل بالمحطة إن تسليم المحطة سيتم فى غضون شهرين، بعد انتهاء تركيب البلاط والدهانات، وغيرها من التشطيبات النهائية.
حين قررت وزارة النقل تطوير محطة دمياط اكتفت بتشييد مدخل رخامى للمحطة، أما الداخل فهو عبارة عن مدخل وشباك تذاكر وغرفتين إحداهما لمدير المحطة والأخرى لمأمورها، وحفر منتشرة بطول المحطة تخرج منها أسلاك شائكة.
وتوقفت أعمال التطوير بالمحطة، التى أصبحت مأوى للمختلين عقليًا، قبل بناء مكاتب للعاملين أو استراحة للسائقين، وعلى الرغم من زيارة وزير النقل هشام عرفات، للمحطة، والذى تجنب الصعود للقطارات تجنبًا للحرج من سوء حالتها، واطلاعه على مدى الإهمال بالمحطة، إلا أن أعمال التطوير لم تستأنف بعد الزيارة.
وتضم محطة دمياط ١٤ قطارًا، تعمل ٤ منها على خط «دمياط – القاهرة» وواحد على خط «دمياط – الإسكندرية» و٦ على خط «دمياط – طنطا» و٣ تعمل على خط «دمياط – الدقهلية».
واشتكى أحمد محمود، أقدم عمال المحطة، من عدم تجديد السكك والأرصفة منذ ٥٠ عامًا، وعدم وجود كوبرى مشاة، ما يجبر الركاب على الانتقال من رصيف لآخر مشيًا، فالراكب يسير مسافة تتعدى ٤٠٠ متر حتى يصل من رصيف لآخر، بالإضافة إلى عدم وجود خط تليفون ونقص أجهزة اللاسلكى.
بدورها، قالت منال السروى، إحدى الراكبات، إنها تسافر أسبوعيًا من القاهرة إلى دمياط وتلجأ لركوب القطار ولكنها تعانى من تردى حالة القطارات والمحطة وارتفاع تكلف الخدمة.
فيما يقول عمرو الغزاوى، موظف، إن ما يحدث فى محطة قطار دمياط هو نموذج صارخ للإهمال، فدمياط تعد نهاية خط القطارات، وهو ما جعلها مستقرًا لعشرات المختلين عقليًا الذين يفدون من كافة محافظات مصر، ليجوبوا شوارع المحافظة ويهددون المارة دون رقيب.
ووصف الغزاوى المحطة بـ«الخرابة»، مشيرًا إلى أن تغطية الحفر والأسلاك الكهربائية بأقفاص خشبية تعرض أرواح المواطنين للخطر.
تعتبر السكك الحديدية بأسيوط الأقدم فى مجال خدمات نقل الركاب والبضائع فى الصعيد، ويتردد عليها آلاف المواطنين يوميًا، وإن كانوا يعتبرونها الأخطر بين وسائل المواصلات.
يقول أحمد سلامة، موظف بالسكك الحديدية فى أسيوط، إن هناك مشكلة فى معظم محطات المحافظة، وهى بُعد المسافة بين الرصيف وباب القطار، التى تقترب من المتر، ولا تستطيع السيدات أو كبار السن الصعود للقطار، وهناك حالات كثيرة سقطت أثناء محاولتها الصعود أو النزول.
ويضيف ثروت خليفة، موظف بالسكك الحديدية فى أسيوط أنه «منذ أغسطس ٢٠١٥ وحتى الآن لم يتعدَ تطوير محطة أبوتيج سوى التكسير والتخريب فقط، والركاب الذين ينتظرون القطارات لا يجدون مكانًا للجلوس».
في سياق متصل، يقول مصدر أمنى بأسيوط، إن أكثر من ٧٣ حادثًا وقع لمواطنين ومركبات على مزلقانات مختلفة على شريط السكك الحديدية خلال العام الماضى.
ويضيف غياب الرقابة والمتابعة وسلوكيات المواطن هى الأسباب الرئيسية لتلك الحوادث، لافتًا إلى أن ارتفاع عدد ساعات العمل بالوردية لعامل المزلقان، ١٢ ساعة، فى ظل تدنى الأجور، هو السبب فى غياب المتابعة.
وطورت السكك الحديدية بأسيوط ٦ مزلقانات بتكلفة إجمالية تبلغ نحو ١١.٤ مليون جنيه، مع وضع مزلقان «المندرة قبلى» كأولوية عاجلة بعد أن شهد حادثًا لأتوبيس طلاب راح ضحيته ٥١.
من جانبه، يقول الدكتور حسن يونس، أستاذ هندسة الطرق بجامعة أسيوط، إن تكرار الحوادث على مزلقانات السكك الحديدية يعود للمنافذ غير الشرعية بجانب المزلقانات الرئيسية، فى ظل غياب الرقابة والتأمين.
يعد مبنى محطة قطارات بورسعيد جزءًا من التراث المعمارى للمحافظة، وتشهد المحطة حاليًا عملية ترميم فى ظل استمرار حركة القطارات، ويقول مشيل ظريف، مدير محطة السكك الحديدية ببورسعيد، إن محطة قطارات بورسعيد تعمل بشكل طبيعى حتى أثناء أعمال الترميم الجارية حاليًا، والتى تهدف للحفاظ على الشكل التراثى والجمالى للمحطة.
وأضاف ظريف أن هناك ٤ قطارات تعمل، ٢ متجهان إلى الزقازيق ثم بنها والقطار الثالث يصل إلى الإسماعيلية، ورابع إلى الإسكندرية، وتضم بورسعيد ٣ مزلقانات، أولها بجانب عزبة «الإصلاح» وهى منطقة عشوائية جنوب المدينة، والثانى خلف منطقة مصانع المنطقة الحرة للاستثمار المطلة على أبواب الميناء الغربى، الذى يعد أخطرها إذ تعبره الشاحنات من وإلى الميناء، والثالث بمنطقة الجولف السكنية.
وتعانى المزلقانات الثلاثة من تهالك أعمدة الإشارات الضوئية والقواعد التى تحملها مما يجعلها معرضة للميل والسقوط.
صوت مدوٍ لصفير القطار، زحام شديد، عمال هنا وهناك لتنظيف وتشغيل الجرارات والأرصفة، هنا فى أقدم خطوط للسكك الحديدية فى إفريقيا والشرق الأوسط، محطة قطار الإسكندرية.
ويقول سالم على، حداد: «المحطات من بعد محطة سيدى جابر لا يوجد بها أى نوع من أنواع التأمين، ولا عمال النظافة ولا أى شىء آدمى سوى عدد من كراسى الانتظار والمظلات».
ويضيف محمد علاء، أحد سائقى القطار: «أعمل ٨ ساعات يوميًا، وأؤمن الفرامل والزيوت والسولار قبل كل رحلة.. ويقف القطار فى ١٦ محطة، بداية من محطة مصر ونهاية بمحطة أبوقير، مرورًا بسيدى جابر ومناطق المنتزه والضاهرية، وكلها محطات غير نظيفة باستثناء محطتى مصر وسيدى جابر».
ويواصل: «هناك مشكلة أيضًا فى المزلقانات، فلا توجد حواجز لمنع الأفراد أو السيارات من تجاوز مزلقان القطار أثناء مروره، ما يتسبب فى حوادث كثيرة»، ويرى محمد عصام، مهندس التشغيل والتخطيط المركزى بمحطة قطار الإسكندرية، أن المشكلة فى القطارات بشكل أكبر، لأنها كلها تحتاج إلى صيانة.
ويضيف: «إصلاح منظومة النقل العام يبدأ من تسلم القوات المسلحة تلك الهيئة لتكون مسئولة عنها»، مشيرًا إلى أنه سبق أن طالبوا سعد الجيوشى، وزير النقل الأسبق، باستيراد جرارات من نوع «سيمنز» لقوتها وجودة صناعتها، دون استجابة.
فى السياق ذاته تقول علياء السيد، طالبة بالثانوية العامة، تستخدم قطار أبوقير يوميًا: «من غير المنطقى ألا يوجد حمام داخل المحطة، وإذا وجدناه يكون مغلقًا».
ويضيف بيشوى عطا، مهندس تخطيط، يقطن فى منطقة أبوقير: «مشكلة محطة قطار أبوقير عدم وجود بنية تحتية سليمة».
يعانى أهالى مركز «الصالحية القديمة»، بدائرة مركز «فاقوس» بمحافظة الشرقية، من إهمال المسئولين لمحطة السكك الحديدية بالمركز، وعدم عملها بالكفاءة المطلوبة، ما يهدد حياتهم.
ويقول أهالى المركز، إن المحطة كانت مدرجة فى خطة التطوير منذ فترة كبيرة، لكن لم يتم اتخاذ أية إجراءات لتشغيلها وإصلاحها، على الرغم من تهالك منشآتها وعدم وجود استراحة لروادها، كما أن دورات المياه فى حالة غير آدمية، بالإضافة إلى التعديات على حرم السكك الحديدية وانتشار المحلات الممتدة بطول الرصيف.
وتفتقد محطة الصالحية القديمة وجود مخزن لأدوات شركة النظافة المكلفة بالعمل داخل المحطة، الأمر الذى يعكس صورة سيئة لها، كذلك تنتشر القمامة فى جميع أنحاء المحطة، وعلى قضبان القطار.
طالت يد الإهمال محطات السكك الحديدية بمدينة «الخانكة» فى محافظة القليوبية، وبدت الأرصفة فى أسوأ حالتها من تكسير وتهالك، على الرغم من وعود التطوير التى امتدت إلى ما قبل ٤ سنوات دون جدوى.
ويتعرض الأهالى هناك إلى خطر داهم يوميا أثناء ذهابهم إلى المحطات وعبور القضبان لعدم وجود أسوار آمنة، وانهيار أجزاء من رصيف المحطات، وتهالك القضبان ووجود أعمال حفر، وتكسير الأرضيات.
ويقول محمد نادر، أحد أهالى مدينة «الخانكة»، إن محطة السكك الحديدية متهالكة، وبها انهيار فى الرصيف وتكسير للأرضيات والبلاط، ما ينذر بكارثة مرتقبة يذهب ضحاياها مواطنون أبرياء، بسبب إهمال المسئولين فى أعمال الصيانة الشاملة والتطوير.
ويشير إلى معاناة الأهالى اليومية أثناء الدخول إلى والخروج من المحطة بسبب انتشار تشوينات الأسمنت والتكسير وتعرض الأهالى لخطر الدهس تحت عجلات القطارات.
ويضيف إبراهيم عبدالفتاح، أحد الأهالى، أن محطتى محاجر أبوزعبل، وعرب العليقات، توجد بحيرة بجوارهما يفصلها عن شريط القطار عدة أمتار قليلة، وقد تآكلت أطراف الصخور المحيطة بالقضبان، ما ينذر بكارثة سقوط القطار.
من جانبه، يقول مجدى نجاح، رئيس مركز ومدينة الخانكة، إنه أرسل خطابا إلى رئيس الإدارة المركزية للبنية الأساسية لسكك حديد مصر فى القاهرة منذ شهرين تقريبا، موضحا فيه أن بحيرة «عرب العليقات» تقترب كثيرا من شريط القطار، ما قد يؤدى إلى انزلاق القطار وحدوث كارثة بخط قطار «المرج - شبين القناطر».