محمد مهدي عاكف

كشف المحامي، فيصل السيد، عن تفاصيل من خلف كواليس دفن محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لـ جماعة الإخوان المسلمين، والذي توفي في مستشفى قصر العيني أمس، حيث كان يقضي فترة سجنه على ذمة قضايا.

وبحسب شهادة المحامي التي نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فإن عاكف توفي "بعد ظهر يوم الجمعة 2 محرم 1439 هجرياً الموافق 22/9/2017، مثلما توفي محمد حامد أبو النصر و مصطفى مشهور و الهضيبي، المرشدون السابقون لجماعة الإخوان المسلمين في يوم جمعة".

ويتابع سرد مشاهداته بالقول إن العنبر الموجود فيه الجثمان في مستشفى القصر العيني "تحول إلى ثكنة عسكرية، الحركة فيه تتم بأوامر من الأمن ، حتى إن زميلنا المحامي محمد سالم كان مقيد الحركة، وكان يقوم بإنهاء تصاريح الدفن".

وتابع "ذهبت لفتح المقبرة بالتنسيق مع ابنه الأستاذ عاكف (كان أوصى أن يدفن بجوار عمر التلمساني والأستاذ مصطفى مشهور)، وفوجئت بأن المقبرة والمقابر كلها محاصرة بقيادات أمنية ، واصطحبوني حتى داخل المقبرة مع تنبيهي بعدم التصوير (...) كنت بمفردي وأعطيتهم التليفون ليتأكدوا".

وقال السيد "قام الطاهر زوج ابنة أخت فقيدنا الغالي بتغسيل الجثمان، ولم يسمح الأمن لغيره بحضور الغسل. وقام بالصلاة (داخل مصلى المستشفى) على فقيدنا خمسة أشخاص (زوج بنت أخته، والمحامي، وثلاثة عناصر من الداخلية)، وأربع سيدات هن زوجته وابنته وأخريان".

ونقل المحامي عن زوجة عاكف وفاء عزت رثاءها له: "مت يا حبيبي كما كانت وفاة أستاذك البنا، وتشيع كما شيع معلمك البنا... رحمة الله عليك". ولفت إلى أن "قوات الأمن لم تسمح لأحد من الاقتراب من الجثمان، ومنعت حمله ومصاحبته للمقابر".

وتابع "أثناء انتظارنا الجثمان في منطقة المقابر حاصرتنا قوات الأمن المركزي والمدرعات، وقوات خاصة وأمن وطني والمباحث العامة لشرق القاهرة. ومع اقتراب وصول الجثمان أخرجتني قوات الأمن من المقابر، وأدخلوا السيارة التي تحمل الجثمان من مكان آخر حتى لا نحضر الدفن ولا نراه، ولم يسمح إلا لزوجته وابنته والأستاذ عبد المنعم عبد المقصود المحامي بالحضور".

وأضاف في شهادته أن "مراسم الدفن انتهت عند الثانية عشرة ليل الجمعة، وكنا نحو عشرين رجلاً ومثلهم من النساء. وكان من بين الحضور خالد بدوي المحامي، وعبد المنعم عبد المقصود، والوزير خالد الأزهري، وأبناء وزوجة الرئيس محمد مرسي ولم تحضر أي شخصية عامة أخرى".

وولد مهدي عاكف في إحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1928 وتخرج بالمعهد العالي للتربية الرياضية عام 1950 ليعمل بعد التخرج مدرساً للرياضة البدنية. وانضم لجماعة "الإخوان المسلمين" عام 1940 وتدرج فيها حتى ترأس قسم الطلاب عام 1954 قبل حل الجماعة وقبض عليه في نفس العام. ظل عاكف مسجوناً حتى عام 1974 وأُطلق سراحه في عهد الرئيس السابق أنور السادات، ليلتحق بالعمل مديرًا عامًا للشباب في إحدى الوزارات.