عبوة بدائية الصنع

استعد محمود إبراهيم عقب انتهاء صلاة الجمعة، لفتح محل الملابس الذي يمتلكه في ميدان الجيزة، وأنهى الشاب الثلاثيني إفطاره للتو قبل أن يسمع صوت مرتفع يُشبه الانفجار لا يعرف مصدره، فوجد نفسه يركض داخل أحد الشوارع الجانبية في الميدان فزعا.
هدأ "محمود" قليلا وأخذ يستجمع قواه بعد رجوع الحياة الطبيعية في أرجاء الميدان عقب الانفجار، ثم عاد ليطمئن على مكان "أكل العيش".
واشتبهت قوات الأمن الأحد، في وجود جسم غريب أسفل كوبري الجيزة، وتم إبلاغ الحماية المدنية التي حضرت لمسرح الحدث، وفككت عبوة بدائية الصنع، عن طريق مدفع المياه، وهو ما أدى إلى دوي الانفجار، حسبما ذكرت مصادر أمنية.

أقرأ أيضاً :فرق المفرقعات تُبطل مفعول عبوة بدائية الصنع في ميدان الجيزة

ويعمل إبراهيم كبائع ملابس في ميدان الجيزة "ماشوفتش حاجة زي دي قبل كده"، الفزع الذي دب في نفسه لم يكن بسبب حياته فقط "كنت خايف على المحل يجراله حاجة"، إذ لم يفصله عن موقع الحدث سوى نحو 50 مترا، وحين عاد إبراهيم للمحل "عرفت إن الأمن كان هنا وهو اللي فكك القنبلة"، لم يفكر البائع في إغلاق المحل اليوم "ما دام الدنيا أمان فخلينا شغالين أحسن، اليوم اللي بيروح مابنعوضوش".

وحاول بعض الشباب تنظيف محل أحذية شهير في الميدان، وإزالة آثار حطام الزجاج الناجم عن الانفجار، بعدما هشم دوي الانفجار واجهته بالكامل، حيث يعد المحل الوحيد الذي تضرر في المنطقة المحيطة بالحادث.
ويحكي "عبده" صاحب المحل عن حجم الخسارة الذي تعرض لها بعدما تهكم زجاج واجهة المحل والرفوف، والتي تحتاج إلى إصلاحات تزيد على 10 آلاف جنيه، ما سيضطره لإيقاف العمل مدة يومين على الأقل، لحين الانتهاء من إعادة التجهيز مرة أخرى، وأمام واجهة زجاجية تملؤها الأحذية، كان زين عبدالغني يُرتب بضاعته، بعد سقوط بعضها جراء الانفجار.

"كنت واقف قدام المحل ومتابع الهرج وقوات الأمن بتحاول تفككها"، لكن البائع الأربعيني لم يبرح مكانه "اتهزيت جامد بس أجري وأسيب المحل لوحده إزاي؟"، تلك المرة ليست الأولى التي يمر بها الميدان بحالة طوارئ "أيام الثورة وبعدها ياما شفنا، بس دلوقتي الواحد مبقاش مستحمل" حسبما يحكي عبدالغني.
التوقف عن العمل ليس اختيارا أيضا أمام عبدالغني "إحنا في عرض جنيه نجيبه"، يقول فيما يشير للميدان "أروح لعيالي بفلوس ومتعور أحسن من مفيش"، وما إن فككت قوات الأمن العبوّة، حتى عادت الحياة للميدان المزدحم، كذلك استقرت حركة البيع والشراء في الشوارع المحيطة، وإن بدا الخوف على بعض الباعة، كحال سمير أحمد، صاحب كشك بأحد الشوارع المقابلة للكوبري، والذي أخذ يسرد على زبائنه ما جرى قبل ساعات "كنا هنروح في شربة ماية والشرطة لحقت الحمد لله"، يُشير لبضاعته الموجودة داخل الكشك ويقول بلهجة صعيدية "طبت كلها عليا وانا واقف"، قبل أن يستطرد "بس دلوقتي أحسن من زمان، بقى فيه استقرار عن الأول بكتير".
وقال إبراهيم بائع العرائس المحشوّة على أحد الأرصفة المتاخمة للميدان عقب صلاة الجمعة، تجمهر عدد كبير من الناس، وأصيب الميدان بالشلل التام، وتكدست السيارات في جميع الاتجاهات، رأى الشاب المشهد عن قُرب "قوات الشرطة عملت كردون أمني حول مكان القنبلة، وبعدت الناس عن المكان، وفيه ضابط من المفرقعات كان لابس البدلة الواقية دخل فككها وساعتها سمعنا الصوت".
وترك إبراهيم "الفرش" المحمل بالبضاعة، وتوجه إلى مساعدة رجال المرور في تسيير حركات السيارات، بينما لم يفكر في مغادرة المكان، فالأمور أصبحت مستقرة وعادت حركة الهدوء.

قد يهمك أيضاً :  

إصابة ضابط شرطة في انفجار عبوة بدائية الصنع في حلوان

تفاصيل انفجار قنبلة وإصابة ضابط شرطة في حلوان