مكة المكرمة ـ وكالات
بدأ مئات الالاف من الحجاج السبت اول ايام التشريق ثاني ايام عيد الاضحى رمي الجمرات الثلاث الصغرى ثم الوسطى، والعقبة الكبرى بعد ان رموا الجمعة الجمرة الكبرى فقط، ويقضي الحاج في مشعر منى ثلاث ليال او اثنتين لمن اراد التعجل. وقامت اعداد قليلة برمي الجمرات قبل الزوال اي بعد الظهر بدقائق، في حين خرج الالاف من مخيماتهم للانتظار قرب المكان المخصص قبل بدء الرمي، ويقف الحاج بعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى مستقبلا القبلة رافعا يديه ليدعو بما شاء ويتجنب مزاحمة الاخرين، اما جمرة العقبة الكبرى فلا يقف ولا يدعو بعدها. وساعدت الاجواء المعتدلة الحجاج على التحرك بسهولة بينما اتاح مشروع الملك عبد الله بن عبدالعزيز تطوير جسر الجمرات المكون من ستة طوابق، رمي الجمرات بطمانينة دون اي عوائق. ويبلغ طول جسر الجمرات 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على ان تكون اساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل. وتوقع اللواء منصور التركي المتحدث الامني باسم وزارة الداخلية ان "يشهد جسر الجمرات السبت ارتفاع في رمى الجمرات في الدور الثاني بسبب توجه الحجاج الذين يقيمون بحي العزيزية عبر الانفاق ومن المتوقع ان تكون نسبة الرجم في الدور الثاني اعلى من مثيلتها العام الماضي". وينتشر رجال الامن بشكل منظم لتقسيم الحجاج الى مجموعات وفصلهم يمينا ويسارا تجنبا للازدحام او المضايقة.وكان لقرار منع استخدام الدراجات النارية في المشاعر اثر بالغ في تخفيف حدة الازدحام بالنسبة للحجاج الذين خصصت مسارات للمشاة منهم واخرى للحافلات. وقال احمد محمد الصوفي من القاهرة (45 عاما) "انها المرة الخامسة التي احج فيها. العام الماضي كان الزحام اكثر". وتابع حاملا طفله على صدره "هناك احترام للحجاج ومرونة كبيرة في التنقلات"، بينما قالت زوجته والدموع تنهمر من عينيها "شعرت بعد رمي الجمرات اننا انتصرنا على الشيطان (...) احسست ان الله غفر لي كل ذنوبي". وبعد رمي الجمرات في اخر ايام الحج يتوجه الحاج مرة اخرى الى مكة المكرمة للطواف حول البيت العتيق بعد اداء الحجاج مناسكهم باركانها وواجباتها وفرائضها، ليكون طواف الوداع اخر العهد بالبيت. وتعتمد السلطات السعودية تنظيما دقيقا لتفويج الحجاج لرمي الجمرات لاستيعاب التزاحم الشديد وتواجد الحجاج في وقت واحد بالمكان ذاته، حيث يفوج حجاج كل دولة وفقا لجدول وتوقيت محددين مسبقا. واوضحت مصلحة الاحصاءات ان "عدد حجاج الداخل بلغ مليون و400 الف، فيما بلغ عدد حجاج الخارج 1,75 مليون مؤكدة ان "الغالبية العظمى من حجاج الداخل هم من المقيمين غير السعوديين".