كشف رئيس الوزراء السوري المنشق عن النظام رياض حجاب أن الرئيس بشار الأسد رفض مرارا دعوات من قبل حكومته من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، وفضل النهج العسكري. وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلام غربية منذ فراره إلى الأردن في أغسطس/آب الماضي، قال حجاب لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن مسؤولين كبارا بنظامه ناشدوا الأسد للتفاوض مع المعارضة. وكان حجاب قد التقى قبل أسبوع من انشقاقه الأسد في اجتماع خاص بحضور نائب الرئيس ورئيس البرلمان ونائب رئيس حزب البعث. وقال حجاب "أبلغنا الأسد بأنه عليه أن يجد حلا سياسيا للأزمة، فهؤلاء الذين نقتلهم هم شعبنا". وأضاف "اقترحنا عليه العمل مع مجموعة أصدقاء سوريا، ولكنه رفض بكل صراحة وقف العمليات العسكرية أو التفاوض". ويقول حجاب إنه أدرك لدى توليه الحكومة بأنه لا خيار أمامه سوى الانشقاق خاصة بعد أن استمع لكلمة الأسد التي كان يتحدث فيها بثقة وقناعة بأن الحل العسكري سيسحق أعدائه. وقال أيضا "كان مطلوبا مني أن أقود حكومة تسوية وطنية، ولكن في أول اجتماع لنا، أوضح بشار أنها حكومة للتغطية، وأطلق علينا اسم حكومة حرب". وأشار إلى أن الانفجار الذي استهدف وزير الدفاع وصهر الرئيس كان نقطة تحول، حيث بعث وزير الدفاع الجديد أمرا للقادة العسكريين يؤكد عليهم "القيام بكل ما هو ضروري لتحقيق النصر". وقال إن الحكومة باتت في الآونة الأخيرة بلا قيمة، لأن "القوة الحقيقية" تركزت في أيدي زمرة تتألف من الأسد وقادته الأمنيين وذويه وأصدقائه.