تليفون محمول اغتال أحلام طالب الجامعة ومجند الشرطة وسطر لهم شهادة وفاتهم حيث دفع الثلاثة حياتهم ثمنا لموبايل وتناثرت أشلاء أجسادهم علي قضبان مترو الأنفاق واختلطت الدماء والجثث مع القضبان الحديدية وسط ذهول وصراخ الأهالي الذين احتشدوا فوق محطة مترو أسمنت طره بالمعادي يشاهدون الحادث المأساوي. المأساة كشفت عنها تحقيقات نيابة المعادي وباشرها أحمد عز الدين رئيس النيابة باشراف المستشار طارق أبو زيد المحامي العام الأول لنيابات جنوب القاهرة أن طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة استقلت مع زميلها بالكلية مترو الانفاق بعد انتهائهما من اداء اليوم الدراسي بالجامعة متوجهين الي منزلهما بمنطقة حلوان وفي اثناء سير القطار تلقت الطالبة مكالمة هاتفية من إحدي صديقاتها وفي اثناء حوارهما سقط التليفون المحمول من شباك القطار علي قضبان المترو قبل المحطة بنصف كيلو فطلبت من زميلها الذي كان يجلس بجوارها أن ينزل معها في محطة أسمنت طرة للبحث عن الموبايل وسط القضبان وحاول اقناعها بصعوبة العثور عليه وسط الظلام الذي يغطي المكان قبل المحطة بكثير إلا أنها أصرت وقالت له انها سوف تنزل بمفردها فخشي عليها من الظلام ونزل بصحبتها وسار الاثنان في الاتجاه المعاكس لسير المترو وبطول المحطة كلها ثم دخلا الي المنطقة المظلمة وسط ذهول المواطنين الذين كانوا يقفون علي جانبي محطة المترو.. واضافت تحقيقات مصطفي شوقي وكيل أول النيابة ان المجند فرحات محمد علي22 سنة من قوات أمن مترو الانفاق شاهد الطالبين يسيران في المنطقة المظلمة المحظور السير فيها وفوجئ بهما يسيران علي قضبان المترو للبحث عن شيء مفقود وبسؤالهما أكدا انهما يبحثان عن تليفون محمول سقط من شرفة المترو وفي اثناء محاولته اقناعهما بالصعود علي الرصيف والانتظار حتي الصباح ليتمكنا من رؤية الموبايل تصادف قدوم القطار وبسرعته الفائقة اطاح بالثلاثة قبل دخول المحطة بمسافة500 متر ودهسهم تماما حيث تناثرت اشلاء الجثث علي القضبان وسالت الدماء واختلطت اجزاء الجثث وتفتتت الجماجم وسط صرخات ركاب المترو الذين تابعوا المشهد المأساوي, كما انطلقت صراخات الركاب علي الرصيف وتحولت محطة مترو اسمنت طرة الي موكب جنائزي مهيب وثارت التساؤلات وتعددت الحكايات بأن تليفونا محمولا تسبب في دهس ثلاثة من الشباب.. تم ايقاف القطارات لمدة ساعة حتي تمكنت المباحث باشراف العقيد محمد العسيلي رئيس مباحث المعادي من جمع اشلاء الجثث وارسالها الي مصلحة الطب الشرعي لتشريحها وبيان سبب الوفاة وأمر أحمد عز الدين رئيس نيابة المعادي باستدعاء سائق القطار لسؤاله وتكليف المباحث بعمل التحريات.