اعتبر رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، الاثنين أن إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك عزمه اعتزال العمل السياسي، تأتي على وقع "الهزيمة المدوية" التي أصابت الاحتلال خلال العدوان الأخير على غزة. وقال هنية خلال تفقده مؤسسات إعلامية تعرضت للاستهداف الإسرائيلي قبل عدة أيام في غزة "إذا صحت الأخبار المتعلقة باستقالة باراك فإنها واحدة من النتائج المدوية للنصر والصمود الذي أبدته غزة والهزيمة التي لحقت بالاحتلال الإسرائيلي، وبخاصة المؤسسة العسكرية التي لدينا معلومات انها هي التي أصرت على بدء المعركة وعلى استمرارها". وكان باراك أعلن قبيل ظهر اليوم عن اعتزاله الحياة السياسية وعدم ترشيح نفسه في الانتخابات العامة الإسرائيلية القريبة. وقال باراك في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، إنه اتخذ قراره باعتزال الحياة السياسية بعد أن توصّل إلى قناعة بأنه "استنفذت قدراتي في الحياة السياسية"، وأنه يريد التفرّغ لعائلته. ويأتي ذلك بعد هجوم على قطاع غزة بدأه الجيش الإسرائيلي في 14 حزيران/يونيو الجاري باغتيال الرجل الثاني في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، في إطار عملية استمرت 8 أيام وأطلقت عليها اسم (عامود السحاب)، وأسفرت عن مقتل 168 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1269 آخرين، ردّت عليها الفصائل الفلسطينية بإطلاق قذائف صاروخية وصل بعضها إلى مدينة تل أبيب والقدس، وأدّت الى مقتل وجرح عشرات الإسرائيليين. وتوصّلت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في النهاية الى اتفاق لوقف إطلاق النار، تضمّن وقف كل الأعمال "العدائية" الإسرائيلية على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص، على أن تقوم الفصائل الفلسطينية بوقف كل الأعمال "العدائية" من قطاع غزة على إسرائيل بما في ذلك استهداف الحدود.