نيويورك ـ أ ف ب
صرح الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد انه يشعر بالقلق من "التصعيد الخطير" في النزاع في سوريا بعد قصف الطيران الحربي السوري مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق. وحذر بان كي مون طرفي النزاع المستمر منذ 21 شهرا بان الهجمات على المدنيين قد ترقى الى "جرائم حرب"، مع تكثف القتال وتحقيق المعارضين مكاسب ضد الرئيس السوري بشار الاسد. وسيقدم بان تقريرا الاثنين الى مجلس الامن الدولي عن الوضع في سوريا. وقال مارتن نيسيركي الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة ان بان كي مون "قلق من استمرار التصعيد الخطير للعنف في سوريا في الايام الماضية والاخطار الكبيرة التي يواجهها المدنيون في المناطق التي تشهد اطلاق نار". ووصف بان كي مون قصف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بانه "مصدر قلق كبير". وكان ناشطون تحدثوا عن مقتل مدنيين في قرية عقرب بينما اتهم مقاتلو المعارضة الحكومة السورية باستخدام صواريخ بعيدة المدى. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "ثمانية مواطنين على الاقل استشهدوا اثر الغارة الجوية بحسب نشطاء من المخيم"، مشيرا الى ان العدد مرشح للارتفاع "بسبب وجود جرحى بحالة خطرة". واكد سكان في المخيم لوكالة فرانس برس ان صاروخا استهدف مسجد عبد القادر الحسيني الذي يؤوي 600 نازح من احياء دمشق الجنوبية، مشيرين الى "سقوط عدد كبير من الضحايا". ومخيم اليرموك هو اكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، ويضم 150 الفا من قرابة 400 الف لاجئ يقيمون في دمشق وريفها. ويشهد المخيم الواقع في جنوب دمشق الاثنين حالات نزوح جراء اشتباكات بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس بشار الاسد وآخرين من فصيل فلسطيني موال له، بحسب ما افاد المرصد. ويبلغ مجموع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا نحو 520 الف شخص، بحسب ارقام منظمة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا". من جهة اخرى، قال بان كي مون انه "يشعر بقلق كبير من التقارير" التي تحدثت عن مجزرة بحق مدنيين علويين في قرية عقرب قرب حماة (وسط سوريا) الاسبوع الماضي وعن اطلاق صواريخ بعيدة المدى من قبل الحكومة السورية. واعرب بان عن "ادانته الشديدة لهذا التصعيد في العنف المسلح وعلى الاخص قصف مناطق سكانية والهجمات على المدنيين" داعيا "جميع اطراف (النزاع) الى وقف كل اشكال العنف". واكد انه "تم توثيق غارات متواصلة من طائرات حربية وهجمات لمروحيات على مناطق مأهولة بالسكان". واضاف بان كي مون ان "استهداف المدنيين وتنفيذ عمليات عسكرية في مناطق آهلة وبشكل عشوائي او غير متناسب يؤثر على المدنيين، يشكل جريمة حرب". واشاد بان كي مون بالدول المجاورة لسوريا التي استقبلت لاجئين مشددا على ضرورة "ابقاء الحدود مفتوحة امام كل الذين يهربون من العنف في سوريا". كما دعا الى تقديم "مساعدة انسانية كافية" للسكان وجدد الامين العام للامم المتحدة دعوته الى القوى الكبرى المنقسمة الى "بذل كل جهد لوقف دوامة العنف المأساوية في سوريا والتشجيع بسرعة على عملية سياسية تقود الى انتقال سياسي سلمي" للسلطة.