الكويت ـ أ ف ب
استنكرت جمعيات ليبرالية كويتية الدعوات التي اطلقتها تيارات متشددة لمنع احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة في هذه الدولة الخليجية المحافظة التي يقيم فيها عدد كبير من الوافدين المسيحيين. وقالت تسع جمعيات في بيان مشترك نشرته الاحد صحيفة "الجريدة" ان "بعض الجهات اعتادت في كل عام ان تتهجم وتسيء الى كل من يحتفل بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية وتحريم مظاهر الفرح والزينة في هذه المناسبة". واضافت انه نظرا "لما يمثله هذا الفعل من إساءة بالغة إلى الدين المسيحي ومعتنقيه من مواطنين ومقيمين، فإننا في الجمعيات الموقعة أدنى هذا البيان، نرفض رفضا تاما نشر مثل هذه الإساءات وتوزيعها". واضافت ان "المادة 35 من دستور الكويت تنص على ان +حرية الاعتقاد مطلقة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الاديان....+، وأكدت المادة 29 منه ان +الناس سواسية بالكرامة الانسانية...لا تميير بينهم بسبب...الدين+." وتابع البيان "إننا في المجتمع المدني ندرك تماما مدى خطورة مثل هذه التصرفات على حق الآخرين وحريتهم في عقيدتهم وممارسة شعائرهم، تلك الحقوق التي كفلها دستور الكويت، وتقع على الدولة مسؤولية حمايتها من أخطار مثل هذه الأفعال المتطرفة التي ترى الناس بعين البغضاء والغلو". وفي كل عام ومع اقتراب عيد الميلاد يدعو رجال دين متشددون الى تحريم الاحتفال بهذه المناسبة ولكن التيارات الاسلامية الرئيسية في البلاد لا تتبنى هذه الدعوات. ولا تحظر السلطات الاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة لكن الاحتفالات العامة بهاتين المناسبتين تخضع لضوابط مشددة في هذا البلد المحافظ. وفي الكويت حوالى عشر كنائس تحتفل سنويا بعيد الميلاد، كما ان فيها حوالى 200 كويتي مسيحي من اصول فلسطينية او عراقية. ويقيم في الكويت ايضا حوالى 642 الف وافد مسيحي يشكلون 17 بالمئة من اجمالي عدد السكان البالغ 3,8 ملايين نسمة بينهم 1,2 مليون كويتي.