القدس المحتلة ـ وكالات
افادت صحيفة "الجيروزاليم بوست" الإسرائيلية، والمحسوبة على اليمين والليكود، في تحليل لها نشرته اليوم الأحد، ان هناك تطور بازدياد شعبية حركة حماس في الضفة الغربية، على حساب حركة فتح. وتقارن الصحيفة بين حركتي حماس وفتح فتقول:" حركة حماس جذبت قلوب وعقول الفلسطينيين في الضفة الغربية على عكس حركة فتح، ففي الوقت الذي تفتح فيه الحركة العيادات الطبية والجمعيات الخيرة لمعالجة الفقراء، تقوم بعض "الجماعات الإرهابية" الشبه عسكرية التابعة لحركة فتح، بأعمال عنف ضد الفلسطينيين". وأضافت الصحيفة أن عمليات الاعتقال التي تقوم بها أجهزة السلطة الفلسطينية، وعمليات الاعتقال التي يقوم بها جهاز الأمن الإسرائيلي، زادت من شعبية حركة حماس في أوساط أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية. وأشارت الصحيفة إلى أن ازدياد شعبية حركة حماس بدأت تظهر في شوارع الضفة الغربية، عن طريق تزايد عمليات الهجوم على مواقع ودوريات للجيش الإسرائيلي بالزجاجات الحارقة والقنابل اليدوية، بالإضافة إلى تزايد عمليات اطلاق النار ورمي الحجارة على مواقع الجيش. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله:" على الرغم من لجوء السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي إلى اعتقال عناصر من حماس في محاولة للتضيق عليها، فإن نفوذ الحركة بدأ يكبر بسرعة مذهلة في أوساط الطلبة الذين يزرعون العقيدة الجهادية في نفوس الناس". وأضاف:" يمكن للمرء أن يشعر بإنجازات حماس في شوارع الضفة الغربية، وذلك بالرغم من أن الجهات الأمنية الإسرائيلية تتخذ إجراءات مكثفة ومتسارعة لمنع شعبية حماس من التحول إلى آلية عمل منظمة وممنهجة". وتابع بالقول:" إن شعبية حماس والتي هي جزء من جماعة الإخوان المسلمين، تأتي في وقت تتزايد فيه شعبية الإسلاميين في شتى أنحاء الشرق الأوسط، وهو ما يبرهن عليه فوزهم الكاسح في الانتخابات البرلمانية في كل من مصر وتونس والمغرب وليبيا وسيطرتهم على جزء كبير من الشارع في الغالبية العظمى من الدول العربية الأخرى". وأوضح المصدر الأمني أن الجيش الإسرائيلي يحاول في جاهداً منع تكوين خلايا عسكرية تابعة لحركة حماس في مدينتي الخليل ونابلس، مشيراً أن ذلك أصبح أمراً صعباً في ظل تزايد شعبية الحركة في الضفة. وأشارت الصحيفة إلى أن من بين المؤشرات التي تدل على تزايد شعبية حركة حماس، هو ما حدث في أكتوبر 2012، عندما قاطعت الحركة الانتخابات البلدية في الضفة الغربية، الأمر الذي أدى إلى إقبال ضعيف من قبل الناخبين الفلسطينيين. وفي أعقاب ذلك بشهر في نوفمبر من العام الماضي، كانت العملية العسكرية على قطاع غزة، والتي سميت عامود السحاب، ولم تستطع بحسب الصحيفة السلطة الفلسطينية أن تقوم بأي عملية اعتقال بحق أبناء حركة حماس، لشعورها بالضعف أمام ما تقوم به الحركة في غزة. وأضحت الصحيفة أن الشارع الفلسطيني بدأ يشعر في أعقاب العملية، بأن حركة حماس قامت بردع "إسرائيل" خلال العملية، وحتى منعتها من التفكير في الدخول البري لقطاع غزة، مسجلة بذلك المزيد من النقاط لصالحها، على حساب شعبية حركة فتح والتي لم تستطع أن تسجل أي انجازات خلال تلك الفترة. وفي تعقيب المصدر الأمني الإسرائيلي على عملية عامود السحاب قال:" لقد وصلنا إلى حالة يقول فيها حتى المعتدلين من الفلسطينيين، صحيح أن حماس تؤمن بالمقاومة المسلحة ولا تؤمن بالمفاوضات، ولكنها أكثر فاعلية انظر كيف نجحوا في القيام بذلك في غزة".