فجرت تصريحات منسوبة لرئيس الوزراءهشام قنديل، حول أحقية مصر في الأراضي الليبية، أزمة سياسية بين الجارتين العربيتين، دفعت برئيس الحكومة الليبية المؤقتة، على زيدان، إلى استدعاء سفير مصر لدى طرابلس، هشام عبد الوهاب، لاستيضاح ما جاء في تلك التصريحات.وفي أعقاب اللقاء، أكد رئيس الحكومة الليبية أن "ليبيا دولة ذات سيادة، وتحافظ على سيادتها وترابها ولن تقبل أي مساس بسيادتها أو أي جزء من أراضيها"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الليبية "وال" الأحد.وأكد زيدان أن "الليبيين الذين قاوموا المستعمر الإيطالي بأكل الفكريش والرتم والطلح، سيقاومون أي شخص يحاول التفكير في المساس بتراب الوطن، ولو أكلوا الحجر، ولعل في مسار ونضال ثورة 17 فبراير (شباط 2011) خير دليل على تمسك الشعب الليبي بأرضه ووطنه وسيادته."كما طالب رئيس الحكومة الليبية المسؤولين في مصر بتوضيح ما تناقلته صحيفة "الديار" اللبنانية، على لسان رئيس وزراء مصر، هشام قنديل، مؤكداً على "مكانة مصر العزيزة على قلوب الليبيين وفي وجدانهم، ويكن لها كل الحب والتقدير والاحترام."واستغرب زيدان هذا التصريح من جانب قنديل، خاصةً وأنه جاء بعد حديث للصحفي محمد حسنين هيكل، الذي "كان أول الواصلين إلى ليبيا بعد انقلاب 1969، ومن الذين دعموا الانقلاب العسكري في بداياته وحتى نهاياته"، بحسب وكالة الأنباء الليبية الرسمية.وقال زيدان: "لم نكترث به باعتباره صادراً عن شخص لا يمثل إلا رأيه، وله أن يقول ما يشاء، وقد صرفنا النظر عنه، أما أن يأتي تصريح من صحيفة لبنانية، نقلاً عن رئيس وزراء مصر، فأصبح هذا الأمر يشكل قلقاً للشعب الليبي."وأشار رئيس الحكومة الليبية إلى أنه وصلت إلى رئاسة الوزراء وإلى المؤتمر الوطني العام، اتصالات كثيرة من مختلف مناطق البلاد، تعبر عن قلق الشعب الليبي وانزعاجه من هذا الأمر وتأثره.وفيما أفادت الوكالة الليبية بأن السفير المصري أبدى استغرابه من هذا الأمر، مؤكداً أن مصر لم يكن في سياستها في الماضي مثل هذا التفكير، وغير وارد، ولا أحد تعرض له بالحديث حسب خبرته، لم تتمكن CNN بالعربية من الحصول على تعليق رسمي من جانب المسؤولين في الحكومة المصرية.غير أن صحيفة "الأهرام" القاهرية نقلت عن المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء، علاء الحديدي، نفيه "الأنباء التي تداولتها إحدى الصحف الليبية، ونسبت إلى الدكتور هشام قنديل.. بشأن حقوق مصرية في إقليم برقة شرق ليبيا، وفى النفط الليبي"، وأكد أنه لم تصدر مثل هذه التصريحات عن الدكتور قنديل، أو عن أي مسؤول مصري آخر.