رفضت المعارضة البلغارية اتهام الحكومة لحزب الله اللبناني بالمسؤولية عن هجوم أسفر عن مقتل سياح إسرائيليين في يوليو/تموز الماضي.واعتبرت المعارضة الأربعاء أن النتيجة التي خلصت إليها الحكومة غير مبررة وخطيرة.وتحدثت المعارضة عن ضغوط إسرائيلية وأمريكية على بلغاريا.لكن وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف أكد أن التحقيقات كانت مستقلة. وكان الهجوم الذي وقع في مدينة بورغاس الساحلية قد أثار توترات في بلغاريا التي يمثل المسلمون 15 في المئة من سكانها البالغ عددهم 7.3 مليون نسمة. وفي مقابلة مع بي بي سي، قال رئيس الحكومة البلغارية الاسبق ورئيس الحزب الاشتراكي المعارض سرغي ستانيشيف إن "الاتهامات التي وجهت إلى حزب الله لم تكن تستند على أدلة دامغة".وأضاف أن الحكومة البلغارية كانت قد أكدت أنها ستعلن نتائج التحقيق عند تمكنها من تقديم أدلة نهائية ، غير أنها" دون سابق انذار وبعد اجتماع مجلس الأمن القومي (البلغاري) ودون اعلام البرلمان، اعلنت نتائج تحقيق تستند الى أدلة ظرفية".وأشار إلى أنه ليس حزبه فقط بل احزاب اخري بما فيها الليبراليون الاشتراكيون قالوا ان موقف الحكومة كان متسرعا وغير قانونيا. وعبر ستانيشيف عن خشيته من أن يؤثر أسلوب تعامل حكومته مع القضية على علاقات بلغاريا مع العالم العربي.و شدد على أن "من مصلحة بلغاريا استكمال التحقيق حتى النهاية و الخروج بنتائج نهائية وموضوعية".غير أن وزير الخارجية البلغاري قال في تصريحات لقناة تلفزيونية "إذا لم يكن لدى بلغاريا الحجج الكافية لتعلن أمس (الثلاثاء) أن تتبع الهجوم قاد إلى الجناح العسكري لحزب الله، ما كنا لنعلن ذلك".وربما تمهد التهم التي وجهتها بلغاريا إلى حزب الله لتصنيف الاتحاد الأوروبي حزب الله، المدعوم من إيران، كمنظمة إرهابية. وزير الخارجية البلغاري أكد أن التحقيقات كانت مستقلة.وانضم حزب "هجوم" القومي والحزب التركي إلى الحزب الاشتراكي في انتقاداته للحكومة، وقالا إنه الاتهام الموجه إلى حزب الله متسرع وجاء قبل انتهاء التحقيقات.وقال الحزبان إن الحكومة لم تنجح في تقديم تحليل شامل لعيوب منظومة الأمن القومي، وستظل بلغاريا معرضة للمخاطر. وكانت إسرائيل قد اتهمت حزب الله وإيران المسؤولية عن الهجوم الذي قتل خمسة سياح إسرائيليين وسائق بلغاري.ونفت إيران مسؤوليتها عن الحادث، واتهم مبعوثها لدى الأمم المتحدة إسرائيل بالتخطيط لتفجير الحافلة وتنفذه.ولم يرد حزب الله على التهم التي وجهت إليه.وساعدت شرطة الاتحاد الأوروبي "يوروبول" في التحقيق، ودعمت النتائج الذي خلصت إليه الحكومة في بلغاريا. وقالت إن الافتراضات السابقة بأن التفجير نجم عن تفجير انتحاري كانت خاطئة، وأظهرت التحقيقات أن أداة التفجير أشعلت باستخدام جهاز تحكم عن بعد. ولفتت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إلى أن الدول الأعضاء "يناقشون حاليا الرد المناسب".