قدم الرئيس التركي "عبد الله غل"، تقييما عن مؤتمر القمة الإسلامية، التي اختتمت فعالياتها، أمس الخميس، في العاصمة المصرية القاهرة، للصحفيين الأتراك، الذين قاموا بتغطية المؤتمر. وأكد "غل" أن الملف السوري كان من أهم الملفات والقضايا، التي ناقشها الزعماء في المؤتمر، حيث أن رؤساء الدول المعنية بالقضية، التقوا وتبادلوا وجهات النظر، واتفقوا على عدد من الأمور التي ستوضح تفاصيلها، من قبل وزراء خارجيتهم. وأوضح "غل" أنه التقى مع قادة المعارضة السورية، على هامش القمة، مشددا على أن حل القضية لا يكون من قبل الدول البعيدة عن سوريا، بقدر ما يكون من دول المنطقة نفسها، لأنها الدول التي تشعر بما يجري هناك من دمار. واشار إلى أن القمة الثلاثية التركية المصرية الإيرانية، التي عقدت على هامش القمة، كانت مثمرة من باب محاولة إيجاد حل للأزمة السورية، إلا أن عدم مشاركة السعودية في الاجتماع، لا يعني عدم اهتمامها بالملف، ويبقى اتصال الأطراف معها ضروريا. وكشف أن تركيا وإيران جلستا على طاولة حوار بشكل واضح وصريح، رغم أن انقرة تدعم تطلعات الشعب السوري الممثل بالمعارضة، فيما إيران تدعم النظام، مؤكدا أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سيجري مباحثات، في كل من عمان والرياض، خلال الأيام القادمة. وتطرق "غل" إلى العلاقات المصرية التركية، حيث ان المشاركة في مؤتمر القمة، شكلت فرصة لالتقاء الوفود بين البلدين، منوها بالاستثمارات التركية في مصر، والتي تؤمن فرص عمل لنحو 55 ألف مصري، إضافة إلى حركة التجارة بين البلدين، التي تحررت من قيود سابقة. ولفت إلى أن عملية التحول في مصر بحاجة إلى وقت وصبر، وأن الوصول إلى الديمقراطية يحتاج إلى زمن معين، في وقت وصف فيه الانتخابات واعادة صياغة الدستور بهذه السرعة، بالأمر الجيد في طريق الإصلاح. واعرب عن تضامن تركيا مع ما يحدث من إصلاح في مصر، والانتقال بالعملية السياسية إلى مرحلة أفضل. وعن الربيع العربي أفاد "غل" بأنه يمر بمرحلة صعبة، إلا أن الجميع شهد أول انتخابات نزيهة شارك فيها المصريون، في الانتخابات النيابية والرئاسية، رغم بعض التقصير، إلا أن ذلك لا يهم، إن لم يضخم الأمر. وشدد على ضرورة أن تكون مشاركة المصريين جميعهم أكبر في عمليات الإصلاح، لأنه في نظام متعدد، يجب إشراك الأكثرية في عمليات الإصلاح والتحول، مشبها ما يجب أنا يحدث بما تفعله تركيا في مفاوضاتها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وعن اختيار وزير الإعلام السعودي السابق إياد المدني، أمينا عاما لمنظمة التعاون الإسلامي، أوضح "غل" أن هذا الأمر يساعده على تفعيل دور المنظمة أكثر، والتي مقرها مدينة جدة. وكشف ان تركيا ستسضيف اجتماع القمة عام 2016، كما أنها ستكون رئيسة المنظمة لذلك العام.