أكد رئيس الوزراء المصري الاسبق الدكتور عصام شرف اليوم ان مشروع تطوير محور قناة السويس يحمل أهمية كبرى لمصر على الصعيدين الداخلي والخارجي وسيعمل على انهاء حالة الانقسام الحالي للشارع المصري.  ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط (ا.ش.ا) عن شرف الذي يرأس هيئة استشارية لتنمية محور قناة السويس قوله خلال ندوة نظمتها جمعية رجال الأعمال المصريين اليوم "ان هذا المشروع سيربط مصر بالعالم الخارجي وبالتالي ستستعيد دورها الاقليمي والدولي علاوة على النهوض بالاقتصاد المصري".  وشدد شرف في الوقت ذاته على أن أمن مصر القومي يزداد قوة كلما زادت قدرتها الانتاجية والتنافسية.  واوضح أن 90 في المئة من التجارة العالمية تنقل بحرا وأن الخدمات اللوجيستية تمثل ما بين 20 الى 45 في المئة من الدخل مشيرا الى أن 10 بالمئة من تجارة العالم تمر عبر مصر من خلال 17 ألف سفينة تمر بقناة السويس.  ولفت الى أنه رغم ذلك فان ما تحصل عليه مصر من رسوم عبور السفن فقط تصل الى حوالي 90 دولارا والى 50 دولارا لخدمات الشحن والتفريغ ليصبح مجموع ما تحصل عليه من الحاويات ما بين 100 الى 200 دولار مقابل 2000 الى 3000 دولار في الموانئ العالمية.  وذكر شرف أن مصر في حال تقديم الخدمات المطلوبة للسفن (من تزويد بالوقود وصيانة وغيرها) بنسبة 10 في المئة من حجم التجارة العابرة للقناة بامكانها تحقيق عائدات تصل الى 45 مليار دولار سنويا واذا زادت معدل الخدمات بنسبة 20 في المئة للتجارة العابرة فانها ستحقق الضعف.  ووصف محور قناة السويس بأنه "مشروع قومي" مؤكدا أيضا أهمية نقل صورة المشروع بطريقة صحيحة عبر وسائل الاعلام "حتى يدرك العالم أهمية هذا المشروع لاسيما بعد انتشار بعض المعلومات المغلوطة والناقصة عنه مما يساهم في فقدانه لأهميته".  كما حذر من تأخير اطلاق هذا المشروع الذي يعد نقطة ارتكاز لتطوير خمس محافظات هي شمال وجنوب سيناء وبورسعيد والاسماعيلية والسويس" ومن ثم تحقيق الرفاهية لمصر كلها على المدى البعيد".  ودعا شرف الى الاستفادة من تجربة الصين التي استطاعت على مدار الثلاثين عاما الماضية النهوض باقتصادها عبر الاستفادة من الموانئ والمناطق الساحلية حيث قامت ببناء ما يقرب من 1600 منطقة صناعية في المناطق الساحلية وبالقرب من الموانئ.  ولفت الى أن مصر تتمتع بأهمية قصوى ضمن منظومة النقل البحري والدولي ويتعين عليها الاستفادة من الوضع الحالي لشبكات النقل البحري" لأنه في حال حدوث أي تغير على منظومة النقل أو اللوجيستيات للتجارة العالمية ستخسر مصر الكثير".  وأوضح أن قطبي التجارة حاليا هما منطقتي جنوب شرق آسيا واوروبا فيما تمثل البضائع القادمة من آسيا الى أوروبا والعكس نسبة 65 في المئة من حركة البضائع في قناة السويس مشيرا الى انتشار فكرة "التعهيد" لدى العديد من الشركات الصناعية الكبرى وامكان تصنيع أو تجميع ما تحتاجه أوروبا على الأراضي المصرية.  وذكر شرف ان الدراسات الخاصة والمخطط العام لمنطقة شرق وغرب بورسعيد انتهت بالفعل ويمكن البدء في المشروع على الفور فيما جرى تحديد 9 صناعات يمكن البدء بها وكذلك التمويل اللازم لهذه المشروعات والعمالة المطلوبة لهذه المنطقة.  ونبه كذلك الى أنه قبل البدء في تنفيذ هذا المشروع يتعين تحقيق ثلاث نقاط غاية في الأهمية وهي توجيه رسائل للعالم أن مصر جادة في تنفيذ المشروع وأن يكون له تشريع خاص يحميه ويؤكد أهميته كمشروع اقتصادي واجتماعي له أهداف سياسية لمصر ويكون له وثيقة شارحة تحدد فيها الأراضي المقام عليه ومصادر استثماراته وتمويله.  ودعا شرف الى طرح المشروع للاكتتاب العام للمصريين على أن تكون هناك نسبة محددة للاستثمارات الأجنبية ضمن خطة واضحة مقرا "بوجود تحديات محلية واقليمية ودولية أمام هذا المشروع الطموح الذي سيجعل من منطقة بورسعيد منافسا قويا لسنغافورة خلال سنوات".