اعتبر رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الإنفجار الذي وقع أمس الإثنين في معبر "جيلفا غوز" الحدودي مع سوريا، بأنه أمر حساس، لافتا إلى أن الحكومة كلفت 3 وزراء بالذهاب إلى المنطقة، والإشراف على التحقيقات التي تجري، للكشف عن ملابسات الحادث. وشدد أردوغان، في كلمة له أمام اجتماع كتلته البرلمانية في أنقرة اليوم، على أن الحكومة ستبين موقفها من الإنفجار، عقب الانتهاء من التحقيقات ومعرفة كافة المعلومات المتعلقة، وبناء عليه ستتخذ من الإجراءات والمواقف، بعد أن يتم نشر نتائج التحقيقات بشكل كامل، والحصول على مزيد من المعلومات حوله. وأوضح أردوغان، أن الحدود التركية السورية رسمت بالمسطرة منذ 100 عام، بشكل قسم المدن والبلدات التركية والسورية، مما جعلها متداخلة، الأمر الذي لا بد أن ينعكس على البلدين. ولفت إلى أن الأحداث المستمرة في سوريا منذ عامين، لا بد لها أن تؤثر على تركيا، بناء على الحدود المشتركة بينهما، مجددا تأكيده أن الحكومة ستتخذ موقفا من الحادثة بناء على نتائج التحقيقات. وتوجه أردوغان بالعزاء لأهالي الضحايا، متمنيا عليهم التحلي بالصبر والسلوان، ومنتقدا في الوقت ذاته، المحاولات السياسية للمعارضة لاستغلال الحادثة وتوظيفها داخليا.  وكشف أردوغان، أنه تناول ملف إنضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، خلال الزيارات التي قام بها الأسبوع الماضي، إلى كل من جمهورية التشيك والمجر، حيث بحثت العلاقات المشتركة، فضلا عن ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي. وأوضح أردوغان، أن دول الاتحاد تماطل في إنضمام تركيا إلى الاتحاد، رغم أن حكومته وصلت بمؤسسات الدولة إلى المعايير الأوروبية، مؤكدا مواصلة الحكومة في المضي قدما في الإصلاحات التي تنهجها، ومشددا على أن صبر بلاده بدأ ينفذ. وأضاف أنه تناول في ظل لقاءاته مع المسؤولين في البلاد التي زارها، ملف التسهيلات التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبي، لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية، من خلال رفضها تسليم المطلوبين الذين يقومون بتنفيذ عمليات داخل تركيا. وانتقد أردوغان دول الاتحاد التي ترفع شعارات الحقوق والحرية والديمقراطية، التي تشرّع لهم تقديم تسهيلات للإرهابيين لتنظيم انفسهم اقتصاديا واعلاميا، وترفض تسليمهم مستشهدا بوجود أكثر من 400 مطلوب من ألمانيا لا تسلمهم حكومة برلين بحجج واهية جدا، متسائلا عن نوع الديمقراطية هذه التي يمتدحونها. وأشار إلى أن بلاده ما انفكت تعرض الوثائق ، التي تظهر تورط الإرهابيين، على دول الاتحاد، إلا أنهم يكتفون بتصفحها دون اتخاذ الإجراءات المطلوبة، فيما تبقي دول أخرى رسائل الحكومة التركية المرسلة بهذا الخصوص دون إجابة، رغم أن المطلوبين مدرجين على لوائح الانتربول الدولي. واتهم أردوغان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كلجدار أوغلو، الذي يقوم بحملة من أجل تشويه البلاد، في ظل سعيه لانتقاد الحكومة، حيث يدعي بأن أنقرة تسجن صحفييها، إلا أن الحكومة تعمل على نفي ذلك. وتابع قائلاً، إن منفذ الهجوم الأخير على السفارة الأميركية، هو منتسب إلى إحدى الحركات المحظورة، التي تؤمن بأفكار كلجدار اوغلو، فكيف لمن يدافع عن المحامين والصحفيين، أن يكون محاميا لحركة محظورة، يقوم منتسبها بعملية انتحارية، يقتل فيها مواطنين أبرياء؟ واستغرق اردوغان مضيفا أن كلجدار أوغلو تختلط عليه مصطلحات معينة تتعلق بالدولة والشعب، فعندما يفكر بانتقاد الحكومة يسيء للدولة، متمنيا ان يكون حرصه على البلاد، مثل مدافعته عن النظام السوري، الذي وصفه أردوغان بالقاتل والظالم. وامتدح أردوغان الأداء الاقتصادي لحكومته، والتي أظهرت آخر الأرقام التي عرضها، عن تحقيق الاقتصاد التركي لقفزات أمام الاقتصادات العالمية الأخرى، نتيجة السياسات التي تنتهجا الحكومة. وبين أن الحكومة قامت في هذا السياق بتعزيز أسطولها من مركبات الإسعاف، من ناحية زيادة عدد سيارات الإسعاف، والطائرات، والمراكب المخصصة لنقل المصابين، لتقديم خدمات وعاية صحية أفضل للمواطنين. وقدم أردوغان بشرى للمعاقين في البلاد بأنه سيتم توظيف أكثر من 8 آلاف منهم في القطاع العام، إضافة إلى ميزات أخرى، بهدف دمجمهم أكثر، في وقت تطرق فيه إلى منح أخرى للمواطنين.