استقبل  الإمام الأكبر شيخ "الأزهر" الدكتور أحمد الطيب وفدًا من البرلمان الفرنسي، برئاسة عمدة ميزون لافيت السيد جاك ميار، حيث أشاد الوفد الفرنسي بالدور الريادي الذي يضطلع به "الأزهر" على الساحتين الوطنية والدولية، معتبرين أن الأزهر يعبر عن روح وقيم الإسلام الوسطي. وردًّا على استفسار رئيس الوفد بشأن دور "الأزهر" في الدستور الجديد، وبشأن أحقيَّة الأزهر في الإشراف على تشريع القوانين المدنية، أوضح لهم فضيلة الإمام الأكبر قائلاً "الأمر عندنا في الشرق والدول العربية والإسلامية يختلف عن الأمر في فرنسا، فالأزهر الشريف مؤسسة إسلامية، تعبر عن تعاليم الإسلام في العالم كله، فالأزهر الذي يزيد عمره على ألف وخمسين عامًا يعمل على ترسيخ التوازن في العالم الإسلامي بشكلٍ عام والمسلمين بشكلٍ خاص، وهذا الدور هو الذي ضَمِنَ للأزهر الاستمرار طوال هذه الفترة، لسبب وسطيَّته، ومن هنا تنبع أهميَّة وجود الأزهر وحضوره، لتوازن العلاقة بين أمور الدنيا والدين"، مضيفًا "إنَّ السلطة الاستشارية التي يعطيها الدستور الجديد للأزهر ليست جديدة عليه، لأنها كانت موجودة في الدساتير السابقة، وأريد هنا أنْ أُنبِّه إلى أمرين، الأمر الأول هو أنَّ العقلية الغربية تستغرب أن تُستشار مؤسسة دينيَّة في أمور دنيوية، لأنَّ الدِّين عندهم منفصلٌ عن الدنيا، أما في عالمنا الشرقي العربي الإسلامي فهذه المسافة بين الدين والدنيا ضيِّقة جدًّا، بل تكاد تكون معدومة، إذًا، فاستشارة الأزهر كمعبِّر عن تعاليم الإسلام في الأمور الدنيوية أمر طبيعي جدًّا". وأضاف فضيلته "الأمر الثاني، أن الإسلام دين يخدم مصلحة الإنسان أينما كانت، وكان أحد شيوخ الأزهر، وهو الشيخ المراغي، يقول ابحثوا عن أيِّ مصلحة صحيحة للإنسان، وأنا آتي لكم بالقاعدة الفقهية التي تُؤيِّدها، وعندنا قاعدة في الفقه الإسلامي تقول حيثما تُوجد المصلحة فثمَّ شرعُ الله، وبطبيعة الحال، المصلحة المقصودة هي المصلحة المعتبرة في العقل، و يشهد لها الشرع". وردًّا على استفسار لأحد النوَّاب عن دور "الأزهر" في حِراسة الديمقراطية بعد ثورة 25 يناير، قال فضيلته "إنَّ الأزهر يقوم بعمل وطني، و يحرس الديمقراطية الحقيقية، التي تُناسب مجتمعاتنا وحضارتنا وتاريخنا من الاعتداء عليها، من المتشدِّدين من جهة، ومن المتغربين والمتميعين الذين يريدون إلحاقنا بالغرب من جهة أخرى".