أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أن بلاده لم  تغير موقفها مما يجري في سوريا، ولا حل إلا برحيل الرئيس السوري بشار الأسد. و قال "لم نغير في خطابنا لكن الوضع في سوريا دراماتيكي على الأرض لا تتقدم الأمور  كثيرا للأسف، يجب إذن زيادة الضغط الدبلوماسي". وأضاف  فابيوس ـ في مقابلة خاصة مع قناة "العربية" الإخبارية بثت صباح الخميس 17 فبراير: "كانت هناك بعض الإشارات المشجعة مثل دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب إلى محادثات ليس مع الرئيس السوري بشار الأسد بل مع شخصيات  في النظام". وشدد فابيوس على ضرورة الحل السياسي في سوريا "الذي يجب أن يتحقق بسرعة لأن  هناك عشرات القتلى يسقطون يوميا ولأن المتطرفين والإرهابيين سينتصرون إذا استمر الوضع على هذا السوء وهذا سيكون سلبيا على المنطقة بأسرها"، مضيفا "لذلك نريد السلام والعقبة أمام السلام هو بشار الأسد". وعن تزويد المعارضة السورية بالسلاح، قال فابيوس: "القتال في سوريا غير متكافىء لأن نظام الأسد يمتلك سلاح جو وأسلحة أخرى ثقيلة"، محذرا بالقول :"قبل  تقديم أسلحة ثقيلة للمعارضة يجب علينا الانتباه في أيدي من ستقع، لأننا رأينا في  ليبيا أنه عندما تم إرسال أسلحة وقعت للأسف في أيد عناصر سيئة في مالي وغيرها". وحذر فابيوس من أن الأزمة في سوريا قد تكون لها تداعيات على لبنان لأن "موقف  الأسد يقوم على خلط الأمور وإحداث اضطراب في المنطقة برمتها، إذا استمرت الأزمة  وواصل الرئيس الأسد بطشه سيكون الخطر على لبنان كبيرا جدا". وفي سياق آخر، وحول الشأن الإيراني، قال فابيوس إنه " لا يمكن لإيران إمتلاك قنبلة نووية لأن ذلك سيكون تحريضا للدول الأخرى في المنطقة على التسابق النووي  وهذا سيكون خطيرا جدا".  وأضاف وزير الخارجية الفرنسي، أن إيران لم تغير حتى الآن مسارها رغم التحذيرات  المتكررة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأوضح فابيوس : "اعتمدنا حيال الإيرانيين مقاربة مزدوجة:التفاوض والعقوبات،  إذا لم يتعاونوا سنزيد العقوبات لأن السلاح النووي في يد إيران تهديد للجميع ". وعن الأزمة السياسية في تونس، قال فابيوس: "اعتقدت أن الأمور بعد الثورة ستجري  بطريقة أسهل مما حصل في بلدان أخرى لأن هذا البلد ليس كبيرا وعنده مستوى تعليمي  جيد ومستوى اقتصادي قوي نسبيا وتقاليد في حقوق الإنسان وحقوق المرأة". وتطرق بالقول:"نحن لا نرغب في أي تدخل في الشأن التونسي لكن نتمنى احترام حقوق  الأقليات وحق التناوب السياسي.. الربيع العربي هو في الأصل رغبة في الكرامة وفي  محاربة الفساد وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا بالنسبة للشباب". واختتم وزير الخارجية الفرنسي حديثه عن الوضع في مصر، معتبرا أن الوضع بمصر"صعب بالنظر إلى العدد الهائل للسكان، أكثر من 80 مليونا، الوضع الاقتصادي  والاجتماعي ليس جيدا والأمور حساسة جدا"، داعيا إلى "حلول عبر الحوار لأن العنف  لا يحل أي مشكلة".