استنكر حزب البناء والتنمية دعوات مقاطعة الانتخابات البرلمانية, مؤكدا أنها فرصة لجميع التيارات والأحزاب على الساحة لإثبات وجودها والتدليل على حجم شعبيتها.وأوضح البناء والتنمية في بيان له اليوم ردا على دعوة الدكتور محمد البرادعي منسق جبهة الإنقاذ إلى مقاطعة الانتخابات، أن الانتخابات القادمة استفتاء شعبى حقيقى على ما شهدته مصر من أحداث طوال الفترة الماضية منذ استعادة مؤسسة الرئاسة لصلاحياتها حتى اليوم. وأكد هشام النجار المتحدث الإعلامى باسم البناء والتنمية فى تصريحات صحفية له أن المهمة الرئيسية الملقاة على عاتق الوطنيين فى مختلف الأحزاب اليوم هى ترسيخ قواعد التداول الديمقراطى للسلطة, وإعادة الاعتبار كاملا للإرادة الشعبية, وتوفير مناخ التنافس الحر بين البرامج والأفكار وحماية الوحدة الوطنية من أى اختراق, مشيرا إلى أن الدستور الجديد يضمن عدم استبداد أى فصيل بالسلطة إذا وصل اليها. وأكد النجار أن هذه المهمة الكبيرة لن يستطيع التيار الاسلامى بمفرده القيام بها بل هو فى حاجة إلى شركاء على قدر المسئولية يدركون خصوصية وعظم التجربة المصرية وتأثيرها على المستوى الإقليمى والدولى, ويلمسون حجم المخاطر التى تتهددها. وأهاب النجار بالقوى السياسية ألا تجعل مهمتها إسقاط التيار الاسلامى لأنها مهمة ثقيلة جدا وغير منطقية سواء بعد انهيار "رأس الاستبداد" أو مع الحضور الجماهيرى الطاغى الذى يبنى على هذا التيار آمالا عريضة فى تحقيق طموحاته, حسب تعبيره. واعترف النجار أن التيار الإسلامى يحتاج إلى النقد والنصح فهو فى النهاية تجمع بشرى قد يصيب وقد يخطئ, لكن يظل تشبعه بالثقافة الديمقراطية أسرع وأعمق من التيارات الأخرى على الساحة. ووجه هشام النجار كلمته إلى جميع الأحزاب والتيارات السياسية والفكرية قائلا "أمامنا فرصة تاريخية لصناعة واقع سياسى مستقر يتيح انطلاقة اقتصادية موعودة بصرف النظر عن الرابح أو الخاسر فى الانتخابات, فالخاسر اليوم يربح غدا والعكس والذى ينال ثقة الجماهير هو القادر على ترجمة أفكاره إلى واقع عملى, والغاية الحقيقية هى ترسيخ قواعد وأركان الدولة الحديثة, والفشل فى تحقيقها ليس فشل للإسلاميين وحدهم بل لجميع القوى وللثورة المصرية أمام قوى الثورة المضادة."