غزة ـ محمد حبيب
أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي الخميس، أن "الأمة الإسلامية ستنتصر بأهل غزة"، مشددًا على أنه لا يجوز لأي كان التفريط أو التنازل عن أي ذرة من فلسطين. وقال القرضاوي خلال لقائه مع رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنية في مدينة غزة إن "فلسطين عربية وإسلامية وستظل كذلك رغم كافة المحاولات، وستنتصر الأمة، أنتم يا أبناء غزة تنصرون الأمة وتمثلونها وستنتصر بكم، وسنصل لحقوقنا". واضاف"ثقوا أننا منتصرون، نحن أصحاب الحق ولن يضيع، وأنا أشعر حين ألقى أهل غزة بأنني ضئيل جدًا أمام قوة هذا الشعب وروحه الذي قدم ولا يزال يقدم مؤكدا "لا هجرة بعد اليوم أما أن نموت أو ننتصر، وأؤكد أننا سننتصر في كافة قضايانا". واضاف أنه لا يجوز التفريط أو التنازل عن فلسطين، قائلًا "لا يجوز التنازل عن الوطن مقابل أموال، فالوطن لا يباع بأموال، وليس من حق أحد بيعه، ولن نسمح لأحد بالتفريط بالوطن، وسنظل نقاوم حتى نطرد الاحتلال عنه، وسنعود لها وحقنا ثابت". وأوضح أن قطاع غزة تعرض لقصف عنيف ولكنه بقي صامدًا ويحمل الراية وسيبقى كذلك، مشيرًا إلى أن أبنائه في الخط الأمامي في الدفاع عن الأمة، ومؤكدا أن كافة الشعوب التي تناضل من أجل الدين والعدالة في وجه الظلم ستنتصر. وأشار إلى أن وفد العلماء الزائر لغزة يمثل كافة الجماعات الإسلامية في الأمة ومحبي فلسطين وغزة، وقد جاؤوا لها يضعون أيديهم في أيدي أهل غزة للتأكيد على أننا معكم وسنظل كذلك حتى نلقى الله. وقال العلامة يوسف القرضاوي الذي وصل غزة امس الاربعاء، أنه يزور غزة للمرة الثالثة بعد أن زارها عامي 57 و58 حين كان مدرساً في سيناء، وأنه زار مدن الضفة الغربية حين كانت فلسطين تحت الحكم الملكي الأردني كدولة موحدة. وأضاف "إننا على يقين أن الشعب الفلسطيني سينتصر، فلم يدخل معركة إلا وانتصر فيها على الإسرائيليين .. سننتصر لأننا أصحاب حق وسينتصر الإسلام لأن هذه سنة الله في الأرض، أن ينتصر العدل على الظلم، كما حصل في مصر وليبيا واليمن ويحصل الآن في سوريا .. ولن يتخلى الله عنا ولا بد أننا سنحتفل بنصر الإسلام". وتابع "جئنا لنحيي صمود الشعب الفلسطيني .. وما نريد إلا أن تكون فلسطين موحدة ومحررة بالكامل .. وهيأ الله لي أن أزور غزة في ظل ثورات الربيع العربي، وفي عهد جديد للأمة التي طردت، ولا زالت تطرد، وتقاتل الطغاة في سوريا وغيرها .. جئنا لنتعهد معا بتحرير غزة وفلسطين شبرا – شبرا .. ونعمل على وحدتها". من جهته اعتبر رئيس الحكومة في غزة إسماعيل هنية توصية مجلس النواب الأردني بطرد السفير الأردني من عمان قرارًا هامًا في إطار تجديد الارتباط بقضية فلسطين، وكذلك المواقف الصادقة والأصيلة من العرب. وقال أن حكومته لن تتنازل أو تفرط أو تتعرف بالكيان الإسرائيلي، قائلا "لن نفرط عن شبر من أرض فلسطين، ولن نقبل لأحد التنازل عن ذرة من ترابها". ورحب بوفد العلماء الزائر لقطاع غزة وأثنى على دوره البارز في خدمة فلسطين، وجدد إدانته للاعتداء الإسرائيلي على السودان، مؤكدا أن القصف حاء نتيجة دعم الخرطوم لفلسطين وغزة المستمر. وقال هنية أن زيارة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى قطاع غزة جاءت دون إذن (إسرائيلي) ودون اتفاقات مع أحد. وقال هنية في كلمته خلال مراسم استقبال القرضاوي ووفد العلماء المرافق له ، إن القرضاوي "هو شيخ القدس والجهاد على أرض فلسطين ولم يدخل إلى قطاع غزة بإذن أو تصريح صهيوني وفي الليل لنقول طلع البدر علينا". من جانبه، أكد الرئيس السوداني السابق المشير عبد الرحمن سوار الذهب أن شعب السودان رغم ما يتعرض له من يقف مع شعب فلسطين على كافة الأصعدة، ويعتبر أن قضية تحرير القدس على رأس سلم أولوياته. ومنح هنية في ختام اللقاء الجنسية الفلسطينية وجواز سفر وهوية فلسطينية للشيخ القرضاوي، وكذلك كرم الرئيس السوادني الأسبق. هذا ومنح رئيس وزراء الحكومة بغزة، إسماعيل هنية، صباح اليوم الخميس، رئيس اتحاد علماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الجنسية الفلسطينية وسلمه جواز سفر فلسطيني يحمل شعار السلطة الفلسطينية . وقام هنية بتسليم القرضاوي هوية وجواز سفر فلسطينيين خلال استقباله والوفد المرافق له والذي يضم الرئيس السوادني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب، والذي منحه هنية ايضا الجنسية الفلسطينية ،ووفد مجلس النواب البحريني ووفد علماء الدين ،وذلك في مقر مجلس الوزراء جنوب مدينة غزة. ورحب رئيس وزراء الحكومة بغزة إسماعيل هنية، بالقرضاوي والوفد المرافق له، قائلاً: "لولا ثورة مصر، لما وصلنا لهذه اللحظة العظيمة من زيارة العلماء لفلسطين، وببركة دماء الشهداء الذين صنعوا الانتصارات، وحرروا هذه البقعة الطاهرة من فلسطين، وصلنا لمثل هذه اللحظة التاريخية". وأضاف "يدخل العلماء اليوم لفلسطين من بوابة غزة، دخول الفاتحين المنتصرين .. دخول الذين رفعوا هذا اللواء في كل ميدان"، مشيراً إلى أنه تم توجيه الدعوة للقرضاوي لزيارة غزة عدة مرات، وقال: "شاء الله أن يأتي رجالات الأمة والعلماء، بعد انتصارات عظيمة، حققتها المقاومة بغزة". وفي كلمات منفصلةً رحب وزير أوقاف غزة "إسماعيل رضوان" والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي في الحكومة المقالة، أحمد بحر، بالشيخ القرضاوي والوفد المرافق له، وقالوا بأن الزيارة جاءت "لكسر الحصار السياسي عن الحكومة بغزة، ولدعم المقاومة في فلسطين وتعزيزا للبعد الإسلامي في القضية الفلسطينية والصراع العربي – الإسرائيلي.