أكد (نادي الأسير الفلسطيني) أن الأسرى الإداريين قد أعلنوا أن خطواتهم الاحتجاجية ضد الاعتقال الإداري ستستمر ، بعد أن كانوا قد بدأوا قبل أكثر من شهرين مسيرة نضالية لإثارة مسألة اعتقالهم غير القانوني ، فيما سيعلن عن طبيعة الخطوات التي يعتزمون إقرارها في المرحلة التالية في بداية العام الجديد. وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس - خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد في رام الله - إن المعتقلين الإداريين قد بدأوا بخطوات مهمة منها إرجاع وجبات الطعام ومقاطعة محاكم الاحتلال كخطوة استراتيجية وجوهرية نفذت بهذا الشكل وللمرة الأولى عام 1997 ، وقد تمخض عن تلك الخطوات نتائج إيجابية ، منها انخفاض عدد الأسرى الإداريين إلى 147 أسيرا بعد أن كان عددهم قبل بدء الخطوات 180 أسيرا. وأوضح فارس أن هناك حوارا بين الهيئة القيادية للأسرى وإدارة السجون ، وقد طلبت الإدارة من الأسرى منحها فرصة لمصلحة الحوار. من جهة ثانية ، أكد مدير مؤسسة (الحق) المعنية بحقوق الإنسان شعوان جبارين ، أن الاعتقال الإداري هو اعتقال تعسفي ، يفتقر إلى ضمانات المحاكمة العادلة ، وأن ما تمارسه القوات الإسرائيلية مجرد خطوات عقابية وليست وقائية كما تدعي ، وبذلك يعتبر جريمة حرب بموجب اتفاقية جنيف. وأشار شعوان إلى وجود العديد من المؤسسات الدولية الداعمة للقضية والرافضة لسياسة الاعتقال الإداري ، فيما طلب من مؤسسة الصليب الأحمر بأن تحسم موقفها بشكل علني إزاء أمر الاعتقال الإداري. من جهته ، أوضح جواد بولس مدير دائرة الوحدة القانونية في نادي الأسير والذي يتابع مع اللجنة الإدارية العليا للإضراب ، أن إسرائيل تدعي أن القانون الدولي لدولة تحتل شعبا آخر يسمح لها باستخدام كافة الوسائل في سياساتها والقانون الدولي من هذا الادعاء براء ، وأكد أن الاعتقال الإداري هو اعتقال عقابي سياسي ، "تستعمله كمكنسة لكنس الساحات وشوارع فلسطين ممن لا تريد لهم أي وجود خارج السجن". وأشار بولس إلى أن الأسرى قد أعلنوا قبل شهرين عن خطوات تبدأ بمقاطعة المحاكم الإسرائيلية ، ولا زالت هذه المقاطعة مستمرة ، كما بدأوا منذ 25 نوفمبر الماضي بإعادة وجبات الطعام يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. وأضاف أن رد فعل مصلحة السجون الإسرائيلية في (النقب) كان قاسيا ، حيث زج بالعشرات من الأسرى في الزنازين ، ومنعوا من زيارة الأهل لشهرين ، ومن التجول داخل الأقسام ، وفي (مجدو) كذلك عزلت إدارة السجن ثمانية من الأسرى وحرمتهم من زيارة الأهل. وتطرق بولس ، على هامش المؤتمر، إلى قضية الأسيرين معتصم رداد المصاب بمرض (الكولايتوس) ، ونعيم الشوامرة المصاب بمرض ضمور الأعصاب ، مؤكدا أن حالتيهما في تدهور مستمر ، بينما تستمر مصلحة السجون الإسرائيلية في رفضها الإفراج عنهما وتدعي أن قضيتهما قيد الفحص والمعاينة ، وطالب بولس بالإفراج الفوري عنهما.