مستشفى مطوب المركزي

عاش مرضى مستشفى مطوب المركزي، في مصر، ساعات من الرعب، إثر انقطاع التيار الكهربائي، في تمام الواحدة صباحًا، وعم الصراخ المكان، وأصبح الظلام يُسيطر على المكان، بعض المرضى يصرخون، كشافات الموبايلات سبيلهم الوحيد، دقيقتان واشتم المرضى رائحة دخان، ووقتها أظهر عدداً من الأطباء والممرضات بطولة كبيرة، حينما تحدثوا إلى كافة الجهات المختصة.

الكل يُمسك بهاتفه، طبيب يهاتف الإسعاف، آخر يطمئن المرضى، وممرضة تطمئن على حالات العناية، دقائق معدودة وحضرت نحو 10 سيارات إسعاف، الشرطة تأتي والأهالي يساعدون بـ«ديزل» لتشغيل الكهرباء، لكن أطباء الحضانات والعناية المركزة يرفضون الاستسلام، كل منهم يهرول إلى الإسعاف لنقل الأطفال ومرضى الرعاية.

وكان سبب انقطاع التيار الكهربائي حدوث ماس في الكابل الكهربائي الرئيسي المغذي لمستشفى مطوبس المركزي، ما أصاب أقسام المستشفى بالشلل التام، وتمكنت قوات الحماية المدنية أولاً من السيطرة على الحريق، بعدها بدأت معدات مجلس المدينة وشركة الكهرباء في إصلاح الكابل والذي استمر نحو 3 ساعات، وبعد الاطمئنان على أنه لا وجود لأي مشكلات وتشغيل الرعايات المركزة وحضانات الأطفال المبتسرين، جرى إعادة الاطفال والمرضى إلى أماكنهم.

أقرأ أيضا:

تراث القاهرة التاريخية يعاني من "شبح" الماس الكهربائي

بطولات كبيرة قام بها أطباء المستشفى وممرضاتها، وسط تواجد قيادات مديرية الصحة على رأسهم وكيل الوزارة، الدكتور فيصل جودة، ومدير الطب الوقائي والعلاجي، الدكتور طارق الشربيني، ومدير المستشفى، الدكتور سامي أبو هيكل، لكن الطبيب محمد الحمامي، مشرف قسم حضان الأطفال، ربما كان موقفه مختلف وكان الأبرز، فهو مسؤول عن تأمين 15 طفلا داخل الحضانات، كان الطبيب وعدداً من الممرضات المتواجدات داخل الحضانات، أكثر سرعة في التصرف، إذ رفضوا جميعاً مغادرة الحضانات، واستدعوا سيارات الإسعاف ونقل الأطفال إلى حضانات المستشفيات الخاصة بدار الطب والحمد ، ومستشفى فوه المركزي، واطمئن على أحوال الطفال وظل مرافقهم حتى جرى إعادتهم مرة أخرى للمستشفى مع دقات الثامنة صباحاً.

نسرين النحاس، نائب رئيس مركز ومدينة مطوبس، أكدت أن الأهالي أدوا دورا بطوليا جنباً إلى جنب مع الأطباء والممرضات، إذ ساهموا في إطفاء الحريق عبر طفايات السيارات، فضلاً عن المساهمة في نقل حالتين بالرعاية المركزة مع الإسعاف إلى مستشفى خاص ونقل الأطفال إلى الحضانات المجاورة، بالإضافة إلى أنهم سهروا الليل بجانب المسؤولين عن إصلاح الكابل الكهربائي.

أحمد العجمي، أحد شهود العيان، أكد أن هذا الحريق أظهر ملحمة بطولية ما بين الأجهزة التنفيذية والأهالي، إذ أحضر صاحبي "فراشة" أفراح، الديزل الخاص بهما لإنارة المستشفى، والمساهمة في تخفيف العبء عن المرضى المحجوزين، بالإضافة إلى مساعدتهم الأطباء والممرضات في نقل الأطفال إلى الحضانات الخاصة، مشيرا إلى أنه لم تحدث أي خسائر في الأرواح وأن المسؤولين كانوا على مستوى الحدث.

الدكتور فيصل جودة، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أكد أنه جرى التعامل الفوري مع الحادث، وإبلاغ الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ الأقليم، الذي وجه بسرعة إعادة الكهرباء والاطمئنان على المرضى أولاً، وجرى نقل 15طفلاً إلى الحضانات الخاصة التي رفضت تقاضي أجراً على ذلك، وأنه أمر بكتابة اسم كل طفل على يده فضلاً عن اسمه الموجود بالأسورة المُعلقة حتى لا تحدث مشكلات، مشيرا إلى أنه اطمئن على الأطفال الذين عادوا صباحاً إلى أماكنهم مع دقات الثامنة صباحاً والعمل عاد بالمستشفى، ولم يجرى نقل سوى حالتين من حالات الرعاية كانتا موضوعتين على أجهزة تنفس، وجرى إعادتهما، أمام باقي المحجوزين بالمستشفى لم يكونوا في حاجة لنقلهم.

وأكد اللواء عصام رصاص، رئيس مركز ومدينة مطوبس، تشكيل لجنة لمعرفة أسباب الماس الكهربائي والحريق للإعداد تقرير وإمكانية تغيير الكابل الرئيسي المغذي للتيار الكهربائي للمستشفى كونه كابلاً أرضياً مدفوناً تحت الأرض.

قد يهمك أيضًا:

وفاة طالبة جامعية في محافظة المنوفية بسبب ماس كهربائي

السيطرة علي حريق اندلع في 3 منازل بسبب ماس كهربائي في سوهاج