القاهرة ـ مصر اليوم
فجر الطب الشرعى، في الساعات الأولى من صباح اليوم، مفاجأة فى واقعة مقتل أسرة بالكامل داخل فيلا بـ"الرحاب"، وأثبت تشريح جثة الأب عماد سعد، 56 سنة، إصابته بـ3 طلقات فى الرأس ما يوضح أن الجريمة جنائية خالصة ويقف وراء تنفيذها مجهولون، وهو ما ينفى صحة الشائعات التي أعقبت العثور على جثث الضحايا بأن الأب انتحر بعد أن قتل زوجته وأبناءه الثلاثة.
وقال مصدر بالطب الشرعى فى تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إنه تم الانتهاء من تشريح جثامين الضحايا: وفاء فوزى فى العقد الخامس من العمر، ومحمد عماد فى العقد الثالث من العمر، ونورهان عماد فى العقد الثالث من العمر، وعبدالرحمن عماد فى العقد الثانى من العمر، وأصيب كل واحد فيهم بطلقتين ناريتين فى الرأس من طبنجة باريتا عيار 22 ملى.
وأضاف أن مناظرة جثة الأب للمرة الأولى أثبتت إصابته بطلق نارى واحد أسفل الذقن، وهو ما يوحى بأنه انتحر، ولكن عندما تمت مناظرة جثة رجل الأعمال من جديد بمعرفة فريق من الطب الشرعى، تبين أنها فى حالة تعفن وتخرج منها الديدان وتتساقط على الأرض، وبوضع الجثمان على جهاز الأشعة، ظهرت مفاجأة؛ إذ تبين إصابة رجل الأعمال بـ3 طلقات نارية عبارة عن طلقة فى الجبين واثنتين أسفل الذقن، وهو الأمر الذى ينفى واقعة الانتحار وأوضح المصدر أن المنتحر يمكن أن يطلق رصاصة واحدة على رأسه وليس 3 رصاصات فى أماكن متفرقة.
واستدعت النيابة العامة فريق الأدلة الجنائية وقياديًا بارزًا فى مديرية أمن القاهرة وفريق البحث الجنائى المكلف بالتحرى فى القضية وكشف ملابساتها وانتقل فريق من النيابة العامة برفقة فريق من الطب الشرعى يترأسه الدكتور هشام عبدالحميد كبير الأطباء الشرعيين، إلى فيلا المجنى عليهم وعثروا على عدة مفاجآت أثناء المعاينة، وكانت أولى تلك المفاجآت، أنهم وجدوا باب المطبخ الخاص بالفيلا مفتوحًا.
وبسؤال فريق البحث أكد أن الباب لم يتعرض للكسر أو العنف بل إن غلقه غير محكم، ثم دخلوا جميعًا إلى المطبخ ذلك المكان الذى عثروا فيه على جثمان عبدالرحمن، طالب الثانوى والابن الأصغر لرجل الأعمال، ثم توجهوا إلى صالة الفيلا ليجدوا الأنتريه الذى عثروا فوقه على جثة الزوجة وفاء فوزى، وأثناء تفقد الصالة عثروا على المفاجأة الثانية وهى خزينة فارغة للسلاح المستخدم فى الجريمة، ثم صعدوا جميعًا إلى إحدى غرف النوم حيث مكان العثور على الابن الأكبر "محمد" ملقى على السرير وأسفل السرير مكان العثور على شقيقته "نورهان"، وتوجهوا فى النهاية إلى غرفة الزوج ليكتشفوا المفاجأة الثالثة وهى سجادة صلاة عليها بقعة دماء كبيرة، أجمعوا أن رجل الأعمال كان جالسًا عليها عندما أصيب بأول طلقة ثم صعد إلى السرير وأصيب بطلقتين أخريين، والمفاجأة الرابعة أن السلاح الذى عثر عليه فى يد المجنى عليه لم يكن ممسكًا به بل أكد الطب الشرعى أنه وضع فى يده وبعد التركيز فى صور الأدلة الجنائية للمجنى عليهم تبين صحة كلام الطب الشرعى. وأضاف فريق الطب الشرعى أن السلاح فى يد المنتحر يكون ممسكًا عليه بقوة حيث إن الجسد بعد الوفاة تحدث له حاله تيبس.
وأكد فريق الطب الشرعى أنه تم التسرع فى تكييف القضية على أنها انتحار قبل انتهاء عملية التشريح والمعاينة من قبل الطب الشرعى، ودخل لواء كبير فى مديرية أمن القاهرة فى مشادة مع أحد الأطباء الشرعيين على إثر هذا التكييف للجريمة، وأخرج هذا اللواء تليفون رجل الأعمال وقال إنه تواصل مع شخص على خلاف معه عبر الرسائل على مبلغ 85 ألف جنيه نظير سيارة وتحدث معه بأنه ينتظر مبلغًا فى القريب العاجل وإذا لم يأت المبلغ سوف ينتحر، ولكن عضو بفريق الطب الشرعى رد عليه بأن من قتل يستطيع الكتابة على "واتس" المجنى عليه ويرسل لنفسه رسائل، وهنا لم يستطع اللواء الرد بل ظل فترة صامتاً ورد قائلًا: "هو إحنا مصلحتنا إيه إننا نقول انتحار وهو مقتول؟".
وقال مصدر أمني مطلع فى تصريحات خاصة لـ"الوطن" إن المعاينة فى البداية رجحت أن الواقعة انتحار بسبب الديون الكثيرة التى تطارد رجل الأعمال، والتى توصلت إليها التحريات خلال الساعات القليلة الماضية، ولكن بعد تقرير الطب الشرعى النهائي وما رصده من إصابة رجل الأعمال بـ3 رصاصات فى الرأس سوف يتم الأخذ فى الاعتبار بوجود شبهة جنائية، وتوسيع دائرة الاشتباه وفحص جميع علاقات المجنى عليه وأسرته للوصول إلى كشف لغز مذبحة فيلا الرحاب. من جانبها تواصل نيابة القاهرة الجديدة تحقيقاتها فى الواقعة ولم تحسم بعد توصيف القضية إذا كانت قتلًا أم انتحارًا، خاصة أن النيابة لم تتسلم رسميًا بعد التقارير الفنية