الرئيس عبدالفتاح السيسي

  قطع الرئيس عبدالفتاح السيسي على مدار العام المنتهي 2017، وعودًا كثيرة على نفسه، بعضها سياسي وآخر اقتصادي، وثالث متعلق بالإرهاب، ورابع بالأسعار والغلاء، ومنها الخاص بالاستثمار والاقتصاد والمرأة وغيرها الكثير، مؤكدًا أنه بانتهاء العام ستكون مطبقة على أرض الواقع،  فهل وفّى الرئيس بوعوده أم أنها كانت دعاية سياسة فقط؟

كان أبرز تلك الوعود، اقتلاع الإرهاب من جذوره وملاحقة المتطرفين، فخلال الاحتفال بالمولد النبوى السابق، كلف رئيس الأركان بالقضاء على الإرهاب واستعادة الأمن مرة أخرى خلال ثلاثة أشهر فقط، ولم تكن تلك المرة الأولى، بل إنه أعلن أنه وعد بذلك في أكثر من مؤتمر ولقاء خلال العام، وعقب كل حادث إرهابي.

كذلك، وعد الرئيس بتحسين الأحوال المعيشية لكل المواطنين، وضبط الأسواق، والقضاء على الغلاء الذي تعاني منه الشريحة العظمى من الشعب، مع الارتقاء بوضع مصر اقتصاديًا وجعلها في مرتبة متقدمة، فخلال مؤتمر الشباب الرابع في الإسكندرية، المنعقد في يوليو قال: "مش هسيب الأسعار كده، وعمري ما هبيع لكم الوهم"، كما أنه في شهر مايو من العام الماضي، وعد بأنه سيتخذ مجموعة من إجراءات الحماية ضد موجة الغلاء الطاحنة التي يعاني منها المصريون.

كانت أزمة سد النهضة، من بين القضايا التي أكد "السيسي"، أنه ماض في حلها وأن المفاوضات تسير بشكل طبيعي، ففي يناير 2017، قال خلال المؤتمر الوطني الدوري للشباب في أسوان، إن "قلق المصريين تجاه سد النهضة الإثيوبي مشروع للغاية؛ لأن الأمر ده حياتنا، والموضوع ماشي بشكل جيد في إطار اتفاقية وقعت مع إثيوبيا منذ 3 سنوات"، وفي نوفمبر أكد أن نهر النيل خط أحمر ومسألة حياة أو موت، لا تهاون فيها.
وخلال حوار له مع رؤساء تحرير الصحف القومية في يناير، وعد بإعداد برنامج رئاسي جديد لتأهيل 200 كادر لمناصب الوزراء والمحافظين، وكذلك سيتم رفع كفاءة 2900 مركز شباب على مستوى المحافظات، بتكلفة تقدر بنحو ملياري جنيه.

أيضًا، خلال منتدى أفريقيا 2017، وعد بتذليل العقبات والصعوبات أمام كل المستثمرين سواء مصريين أو أجانب قائلًا إن "الدولة قطعت شوطًا كبيرًا في حل مشاكل المستثمرين، وإن هناك تصورًا شاملًا للإصلاح الاقتصادي"، مضيفًا: "والآن مفيش أي مشكلة"، وقال للمستثمرين: "لديكم فرص قوية في مصر، وحتكونوا آمنين على استثماراتكم، ونحن داعمين لكم بشكل كامل".
ومن بين الوعود، تقديم الرعاية الكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة وتذليل العقبات أمامهم، وتوفير الوظائف المناسبة لحالتهم، كما أكد أن للمرأة دور عظيم داخل المجتمع، واعدًا باتخاذ مجموعة من الإجراءات التي تحقق ذلك الدور، كذلك كان من بين وعوده المهمة ما تعلق بالشباب، والاهتمام بهم، والوعد بالإفراج بالعفو عنهم.

الدكتور حازم عبدالعظيم، القيادي السابق بالحملة الانتخابية للرئيس السيسي، والناشط السياسي المعارض حاليًا، أكد أن الوعود التي قطعها الرئيس على نفسه خلال العام الماضي، لم يتحقق منها أي شيء، باستثناء بعض الطرق التي تم تنفيذها.وخلال حديثه لـ"المصريون"، أضاف أن كل الوعود لم تخرج عن كونها "كلام فقط"، ولم ينفذ منها شيء، مشيرًا إلى أنه من المتوقع خلال الفترة المقبلة تقديم وعود جديدة، وسيكون مصيرها نفس مصير سابقتها.القيادي السابق بالحملة الانتخابية للرئيس السيسي، أوضح أنه على الرغم من النصائح التي تُقدم للنظام فإنه ماض في طريقه غير عابئ بأي نصائح، فضلا عن أنه لا يعير أحدًا اهتمامًا.

واختتم عبدالعظيم حديثه، قائلًا: "هو بيتكلم، والحملات شغالة، وهيترشح وهينجح، تحدثنا كثيرًا في هذه الموضوعات، حتى زهقنا من كثرة تناولها، هنعتزل الكلام شوية، إلى أن يجد جديد".أما الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، رأى أن هناك وعودًا كثيرة مما قطعها الرئيس على نفسه لم تتحقق، مضيفًا أن ما قام به لا يستطيع أحد إنكاره، من إنشاء الكباري والطرق.

وأضاف الدمرداش، خلال تصريحه لـ"المصريون"، الإصلاح الاقتصادي ليس بشق الترع أو رصف طرق جديدة، بل يقاس بمدى تحسن مستوى معيشة المواطن، مؤكدًا أنه بنهاية فترة الرئيس الأولى، لم يشعر المواطنون بأى تطور أو تحسن.الخبير الاقتصادي، تابع: "السلطة الحالية تقول إن الفترة  الحالية فترة البينة الأساسية التى ستجنى الأجيال القادمة ثمارها، أما الأجيال الحالية فلن تجنى الثمار وعليها تحمل تبعات تلك السياسات التي تتخذ، وهذه مبررات غير مقبولة".

ونوه أن السيسي لم يعرض أي برنامج اقتصادي محدد المعالم، لكنه سعى بعد ذلك في تنفيذ خطة اقتصادية، ومجموعة من الإجراءات، والتي يرى أنها ستؤدي إلى تحقيق تطور اقتصادي، وسيجني ثمارها الأجيال القادمة.
ولفت إلى أنه بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، حدث تراجع اقتصادي نتيجة غياب الأمن وتعرض مصر لموجة من الإرهاب ودخولها مرحلة صراع داخلي، وهذا أمر لا يُختلف عليه، أما القول بأنه ورث أخطاء 30 عاما من الفساد، فهذا لا يقبله اقتصاديون كثيرون؛ لأن مصر لم تكن منهارة اقتصاديًا ولكنها كانت تحقق التنمية، وإن كانت ليست بالدرجة المقبولة.​