القاهرة ـ مصر اليوم
"وش إجرام".. نحن هنا لا نتحدث عن الفيلم الذي قام ببطولته النجم محمد هنيدي؛ وإنما هذه العبارة هي أقل ما يمكن أن يوصف به "محمد. ع"، الذي لم يكتفْ بممارسة البلطجة، وتعرضه للسجن لإحداثه عاهة مستديمة لشخص "قطع أذن"، وخروجه بعد دفع تعويض، بل إنه قرر ارتكاب جريمة قتل مؤسفة، راح ضحيتها شابٌ توج في السابق بطلًا للجمهورية في رياضة الـ"كيك بوكس"، كل ذنبه أنه لم يرضْ عن تعدي الأول على نجله بالسباب والضرب، ومنعه من لعب الكرة أمام العقار، الأمر الذي دفع الأب للتدخل لمناصرة نجله، ليلقى مصرعه قتيلًا، في مشهد مأساوي، أضحى حديث الأهالي بمنطقة بولاق الدكرور، التابعة لمحافظة الجيزة.
"جوزي كان أحن وأطيب قلب في الدنيا، ولم يتخيل أحد أن يموت بهذه الطريقة".. بهذه الكلمات الحزينة، التى يفيض بدموع الفراق، بدأت "علية أحمد"، زوجة الضحية، تسرد لـ"البوابة"، تفاصيل مقتل زوجها، على يد بلطجي الوراق.
وقالت "علية": "منذ ما يقرب من ١٤ عامًا، تزوجت من أحمد عيد، والشهير بـ(كابتن سيد)، وانتقلت للعيش معه، بمنطقة بولاق الدكرور، في شقة بسيطة، داخل منزل أسرته، متعاهدين على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل، دون التوقف، أملا في حياة زوجية سعيدة، يسودها التفاهم والوئام، فزوجي كان حاصلا على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية، وعمل بشهادته لفترة طويلة، في إحدى المدارس الخاصة، معلمًا للغة الإنجليزية، ومع مرور الوقت قرر الاتجاه لهوايته المفضلة، حيث لعبة "الكيك بوكس"، والتي تُوج في السابق عنها، بطلًا للجمهورية؛ مستطردة: "سندي في الدنيا راح مني في غمضة عين".
وأضافت زوجة الضحية: "مع مرور السنوات، رزقنا الله بثلاثة أبناء، هم" (محمود- ١١ عامًا)، و(نورالدين- ٩ أعوام)، و(مريم- ٧ سنوات)، وجرت الأمور طبيعية، وحصل زوجي على عدد من الشهادات، التي مكنته من العمل مدربًا للعبة "كيك بوكس"، في عدد من الأندية الشهيرة، كان آخرها نادٍ مجاور لقسم شرطة بولاق الدكرور، وخلال تلك السنوات، كان زوجي حريصًا على عدم نزول أطفالنا للهو في المنطقة؛ بسبب انتشار تجار المخدرات بالمنطقة، ومؤخرًا بسبب الخوف عليهم من فيروس "كورونا"، وكان كل ما يشغل باله، تنشئتهم على القيم والأخلاق الحميدة".
وتابعت: "منذ فترة ليست بالبعيدة، حضر إلى المنطقة (محمد. ع)، وهو شاب من ذوي النشاط الإجرامي، الأمر الذي دفع أسرته لإجباره على ترك منزل العائلة، بسبب تصرفاته، التي لم تتبدل في محل إقامته الجديد، إذ عُرف بتناول المخدرات والخمور، واستقرت به الحال داخل شقة بالطابق الثاني في العقار المقابل لنا".
واستطردت بقولها: "احنا ناس في حالنا، وعمرنا ما كان لنا مشكلات مع حد، وفي يوم الواقعة كانت عقارب الساعة تشير إلى الثامنة والنصف مساءً، وعلي غير العادة طلب نجلي (نور الدين) من والده السماح له باللعب بالكرة أمام العقار، فوافق الأب بعد إلحاح الصبي، بشرط عدم الإطالة في اللهو، وما إن خرج الطفل إلى الشارع، وبدون مقدمات، قام المتهم بسب وضرب نجلي، رافضا استمراره في اللعب، حتى وصلت أصوات الشجار إلى مسامع زوجي، الذي أسرع لاكتشاف مصدرها".
"عيب تضرب عيل صغير".. بتلك الكلمات بادر زوجي المتهم، معاتبا إياه على ما بدر منه، تجاه طفل، لكنها قوبلت بالعنف الفوري من (الجاني)، فنشبت مشادة كلامية، تجمع على إثرها الأهالي، من كل حدب وصوب، وقاموا بفضها، وانصرف الجميع، كلٌ إلى بيته، وعاتب زوجي طفلنا بشدة على لعبه في الشارع، وقال له: "ادخل البيت، هو أنت من أمتى بتلعب في الشارع".
واستدركت الزوجة: إلا أن الرغبة في الانتقام، سيطرت على المتهم، الذي عقد العزم على تأديب زوجي؛ وهو الأمر الذي تحقق بعد ساعات قليلة، إذ خرج الجاني من منزله، مرة أخرى، بعدما ارتدى كامل ملابسه، ووقف أسفل العقار، وظل ينادي على الضحية، وقال له "أنا جاى أراضيك، ونشرب كوباية شاى مع بعض"، ليحدث ما لم يتوقعه الضحية، إذ قام المتهم بإخراج السلاح الأبيض من ملابسه "سكين"، وجرى خلف زوجي، حتى لحق به، وسدد طعنة في رأسه، وحاول زوجي الوصول إلى الطابق الأول، بحثًا عن وسيلة للدفاع عن نفسه، فما كان من الجاني، إلا أن سدد له طعنه أخرى في الصدر، أمام نجلي الأكبر (محمود)، ليسقط غارقا في دمائه، أمام شقتنا، ويلقي مصرعه عقب وصوله المستشفي.
وناشدت زوجة الضحية المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالوقوف إلى جوارها، حتى تسترد حق زوجها، الذي قُتَل غدرًا، أمام أولاده، خاصة بعد محاولة والدة الجاني استخراج شهادة معاملة أطفال لنجلها، لتبرئته من القضية، كما فعلت في السابق، مختتمة بقولها: "لن يريح قلبي سوى إعدام القاتل".
وقد يهمك أيضًا:
"مقتل تاجر موبيليا على يد بلطجي في "الدرب الأحمر
توقيف بلطجي وطالب استدرجا سائق تاكسي وسرقا متعلقاته في مصر القديمة