جمال علم الدين ــ المنيا
تأتي المسافة بين جنوب محافظة المنيا وصولا إلى مركز دير مواس، ثقيلة الخطى على عائلة "خليل أبو زيد" مفجر الثورة ضد الاحتلال الإنجليزي منذ عشرات السنوات، مسطرا لأبناء المنيا تاريخا من المجد استحق أن يكون عيدا قوميا للمحافظة، أضحى في السنوات الأخيرة مصدر ألم لأبناء المركز بعد أن تناسى المسؤولون أبناء الثائر وعائلته ورفاقه من شهداء البلدة.
يقول أحد أحفاد الدكتور خليل أبو زيد، الشاب أحمد جمال أبو زيد: إن جدي يعد زعيما من زعماء ثورة 1919 ، المندلعة وقت نفي الزعيم سعد زغلول؛ موضحا أنه تتلمذ على يد الزعيم الراحل، وحصل على دكتوراه بكلية الزراعة جامعة أكسفورد بلندن، وأقام هناك 6 سنوات فقارن بين وضع البلدين وما يمارسه الاحتلال في مصر من الطغيان، والظلم، ونظام الجهادية، والاستيلاء على الأموال والممتلكات، ما دفعه إلى تنظيم المظاهرات السلمية في بلدته ضد الإنجليز حاشدا الأهالي والأقارب من البسطاء والفلاحين.
واستكمل: "كان الدكتور خليل أبو زيد حينذاك له علاقاته وعن طريق والده العمدة أبو زيد بك على "عمدة دير مواس" علم أن قائد السجون الإنجليزية "السير بوب" في طريقه من السودان إلى مصر مستقلاً القطار فحاول تنظيم المظاهرة، وبالفعل نجح في إقناع الأهالي، واتجهوا إلى محطة القطار يقودهم بنفسه، إلا أن تلك المظاهرة أدت إلى وفاة السير بوب و7 ضباط آخرين معه.
وأشار الشاب إلى أن اشتعال الوضع بدأ عندما قال أحد الضباط الإنجليز لجموع الفلاحين: "أنتم عبيد لا يمكن لكم أن تتظاهروا"، وبدأ بإطلاق النيران صوبهم، ما أدى إلى سقوط قتلى من الجانبين وتوافد القيادات الإنجليزية على "دير مواس"، للبحث عن الثوار؛ إلا أن وجود بعض الخائنين في صفوف الأهالي أدى إلى معرفة الضباط بأسماء كل من حرض أو شارك في المظاهرة.
وتابع: عاودت القيادات الإنجليزية التوافد على المركز، والتقاهم الدكتور خليل أبو زيد، محاولا اقناعهم بعدم وجود أثر للمتظاهرين بين الفلاحين، وأن الجميع يباشر عمله في الحقول، إلا أن قوات الاحتلال قامت بضبط العديد من رجال القرية وتنفيذ الإعدام لأكثر من 30 مواطنًا مصريًا، فضلًا عن أحكام المؤبد على آخرين.
وأبدى الشاب حزنه على إغلاق قصر ومضيفة عائلة أبو زيد ، مشيرا إلى أن أهالي المركز حاولوا إقناع المسؤولين بإمكانية تنظيم احتفالية عيد المنيا القومي بالقصر، وأن أحفاده سيتحملون التكلفة، إلا أن أحدًا لم يبد اهتمامًا، موجهًا لومه لجميع القيادات والمسؤولين في محافظة المنيا، لتجاهلهم تلك الواقعة التاريخية، وإهمال أهالي "دير مواس"، المسؤولين عن أهمِّ حدثٍ تاريخي يعد أساس احتفالات عيد المنيا القومي