تمكن الأمن التونسي من العثور على جثة مواطن قضى شنقا في غابة زيتون في حي الجلاء التابع لمحافظة بنزرت شمال البلاد، في حين لقيت فتاة حتفها حرقا جنوبا في محافظة تطاوين، يأتي ذلك في الوقت الذي سجلت فيه تونس ارتفاعا ملحوظا وغير مسبوق في نسب الإنتحار. وأكد المدير العام في النيابة للحماية المدنية الرائد سمير القاضي أنه تم إعلامهم من طرف مواطن اكتشف جثة كهل معلقة في إحدى غابات الزيتون، حيث انتقلت القوات الأمنية المختصة على الفور إلى المكان وقامت بفك الجثة وتسليمها إلى الشرطة الفنية بحضور وكيل الدولة. وفي السياق نفسه، لقيت فتاة حتفها عن سن ناهز 37 عاما في محافظة تطاوين جنوب البلاد، نتيجة اصابتها بحروق بليغة بعد ان سكبت على جسمها البنزين واضرمت النار فيه. وذكر والد الفتاة ان ابنته تعاني من امراض نفسية وعصبية دون ان يوضح الاسباب الرئيسية التي دفعت بها إلى الانتحار. وقد تم عرض الجثة على الطبيب الشرعي لتحديد الاسباب الحقيقة للوفاة . يذكر أن تونس تشهد ارتفاعا لافتا وغير مسبوق في حالات الإنتحار، ويبدو أن مفجر الثورة التونسية محمد البوعزيزي قد أرسى هذا التقليد بعد ان اشعل النار في نفسه أمام مقر محافظة سيدي بوزيد في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2010، ولم تكن تونس من قبل قد عرفت طفرة في حوادث الإنتحار بهذا الشكل. ويرى محللون نفسيون أن تواصل مظاهر الحيف الإجتماعي وارتفاع نسب البطالة والفقر قد دفعت بالشباب التونسي نحو المجهول والموت إما غرقا في عرض البحار لمن اختار الهجرة غير الشرعية أو إنتحارا لمن أراد وضع حد لمشاكله الإجتماعية والإقتصادية.