وصف رئيس الحكومة التونسية حمّادي الجبالي لقاءه برؤساء أهم الأحزاب السياسية في البلاد الجمعة بـ"المشجع"، معربًا عن تفاؤله بالوصول إلى توافق نهائي حول مبادرته الرامية إلى تشكيل حكومة كفاءات مستقلة (تكنوقراط). واعتبر الجبالي في كلمة ألقاها بقصر الضيافة بقرطاج شمال تونس عقب اللقاء المطول الجمعة أن اجتماعه برؤساء الأحزاب انتهى إلى "نتائج مشجعة"، دون أن يعطي تفاصيل واضحة عن فحوى هذه النتائج. وأشار رئيس الحكومة إلى اتفاقه مع الأحزاب على استئناف مثل هذه اللقاءات الإثنين المقبل، بهدف "مراكمة الإيجابيات" للوصول إلى توافق نهائي بخصوص مبادرته في تشكيل حكومة كفاءات مستقلّة. كما طالب الجبالي جميع الأحزاب المشاركة في المشاورات بـ"عدم الإدلاء بتصريحات صحفية وذلك ضمانًا لنجاعة هذا العمل السياسي المشترك بين جميع الأطراف في هذه الفترة الحساسة والخطيرة من تاريخ تونس" على حد قوله. ورأى أن "جلوس أهم الأحزاب إلى طاولة حوار واحدة لمناقشة مبادرة تكوين حكومة كفاءات (..)، يعتبر علامة إيجابية قد تقود إلى توافق يحقّق المصلحة الوطنية". ولفت الجبالي إلى أن غياب عدد من الأحزاب عن طاولة الحوار لا ينقص من دورها في إخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تمرّ بها. وشارك في الحوار المغلق مع رئيس الحكومة الذي دام أكثر من أربع ساعات رؤساء وأمناء أهم الأحزاب السياسية في تونس من بينهم رؤساء أحزاب الترويكا التي تمثل الائتلاف الحاكم وهم: راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم، و محمد عبو الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، ومصطفى بن جعفر رئيس حزب التكتل من أجل العمل والحريات. فيما شارك في الحوار رؤساء عدد من أحزاب المعارضة وعلى رأسهم: الباجي قائد السبسي رئيس حزب نداء تونس، بينما قاطعته "الجبهة الشعبية" المعارضة التي اغتيل أحد قيادتها شكري بلعيد الأربعاء قبل الماضي على يد مجهولين. وفي وقت سابق، هدد بتقديم الجبالي بتقديم استقالة حكومته إلى الرئيس محمد منصف المرزوقي السبت في حال عدم التوافق حول مقترح حكومة التكنوقراط.