عاد التيار الكهربائي الى دمشق بعد انقطاع دام أكثر من عشرين ساعة مخلفا كثير من السلبيات والخسائر وقليل من المنافع لبعض بائعى السلع. ومع معاناة المواطنين بسبب انقطاع التيار الكهربائي ظهرت بسببه إشكالية أخرى لدى أصحاب المحال التجارية والورش الصناعية التي بدأت تعتمد في عملها خلال فترة انقطاع التيار على المولدات الكهربائية، مما زاد في مصاريف محالهم كما يبين أحد أصحاب المحال التجارية في وسط العاصمة السورية لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط فى دمشق" خاصة مع إختفاء المازوت وأضطرار اصحاب المحال الى شرائه من السوق السوداء بخمسة أضعاف ثمنه الاصلي. وينطبق على انقطاع التيار الكهربائى في سوريا المثل القائل /مصائب قوم عند قوم فوائد/ فإذا كان لانقطاع التياء الكهربائى سلبيات فإن له أيضا آثارا ايجابية على بعض السلع التي شهدت خلال يومين إقبالا على شرائها كالشواحن الكهربائية، والشموع التي تراوح سعرها بين عشرة وعشرين ليرة /حوالى جنيهين/ للشمعة الواحدة وفقا لحجمها /بعد ان كانت لاتتخطى الليرتين/ ، كما ارتفعت أسعار /الولاعات الليزرية/ سواء للمدخنين أو غيرهم، حيث يستخدمها الناس في إنارة طرقاتهم في مشاويرهم المسائية سواء للتسوق أو غيرها. ومع انقطاع التيار الكهربائي طوال أمس ومع عدم معرفة موعد عودته والتكهنات التى دارت بأن الانقطاع ربما يطول لأيام عادت بعض الأدوات الالكترونية التي افتقدها الناس في بيوتهم للخدمة، فأصبح جهاز الراديو أداة أساسية، كما يؤكد /أبو وليد/ أن الوضع الحالي دفعه لشراء الراديو الذي يعمل على البطارية لمتابعة نشرات الأخبار وخصوصا أن انقطاع الكهرباء طال وربما نعيش بدونها لأيام طويلة. بينما يؤكد أحد الحرفيين /يمتلك ورشة لصناعة الفوانيس/ في السوق العتيق بدمشق، أن صناعة الفوانيس عادت مرة أخرى إلى الحياة خلال اليومين الماضيين بعدما شارفت على الاندثار، مشيرا إلى أن عدد الفوانيس التي باعها أمس تجاوز الخمسمائة فانوس فى حين أنه على مدى الشهور السابقة لم يزد حجم مبيعاته عن ثلاثة أو أربعة فوانيس كل يوم. من جهته، يحتفظ حرفي آخر لوزارة الكهرباء بالفضل في عودته إلى حرفة صناعة /لمبات الجاز/ بعد قطيعة دامت لسنوات، كاشفا عن سعادة غير طبيعية لعودة هذه الصناعة اليدوية إلى الحياة، معتبرا أن انقطاع التيار الكهربائي أصبح الدواء الذي أعاد هذه الحرف إلى الحياة. وإذا كان هذا هو الجانب /المضيء/ لانقطاع التيار الكهربائى فإن هناك خسائر جمة لحقت بآلاف الاسر جراء هذا الانقطاع المفاجئ الذى طال. فتقول /أم عمر 52 سنة ربة منزل/ كنا نحتفظ فى التلاجة بالعديد من ربطات الخبز وكمية لا بأس بها من الحليب والجبن تحسبا لأى أزمة خاصة ان الخروج فى هذه الظروف صعب للغاية.. وتسبب انقطاع الكهرباء فى فساد جميع هذه السلع خاصة الحليب واللبنة /نوع من الجبن يصنع فى سوريا/ . بدوره .. يؤكد /عماد ز. 44 سنة صاحب محل عصائر/ أن انقطاع التيار تسبب له فى خسارة فادحة .. فلم يستطع الابقاء على المحل مفتوحا لان جميع العصائر عنده تحتاج الى أجهزة تعمل بالكهرباء .. ومع أزمة المازوت التى تشهدها البلاد أصبح من العسير أن أقوم بتشغيل المولد الكهربائى لان عدد الزبائن محدود للغاية وبالتالى أضطررت الى أغلاق محلى طوال يوم أمس وحتى عودة التيار الكهربائى اليوم.