انتقدت فصائل وشخصيات فلسطينية الزيارة المرتقبة لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي، لقطاع غزة، التي رحبت بها حركة حماس وحكومتها مؤكدة اكتمال الاستعدادات لها. وقال القيادي في حركة فتح يحيى رباح في تصريح له، إن زيارة القرضاوي "تندرج في سلسلة الزيارات المثيرة للجدل إلى غزة والتي لم نر منها شيئا يفيد الشعب الفلسطيني ". واعتبر أن "جميع هذه الزيارات مرفوضة ولا يمكن لحركة فتح التعامل معها لأنها لم تأت من بوابة الشرعية الفلسطينية وتأتي من منطلق البحث عن دور والعبث بالقضية الفلسطينية". ومن المقرر أن يزور القرضاوي غزة الأربعاء المقبل على رأس وفد كبير من العلماء والدعاة من جنسيات متعددة. وقال رباح " مع الأسف زيارة القرضاوي تأتي في ظلال أن القرضاوي أصبح مفتياً لحلف الناتو، وحلف الناتو وحلفائه أحدثوا صدمة قبل يومين عندما دعتهم بعض أطراف المعارضة السورية، ودعاهم القرضاوي من قبل إلى التدخل عسكرياً في سورية، وهو ما تم بتكليف "إسرائيل" بالمهمة التي حدثت قبل يومين في سورية". بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي، ورئيس دائرة الحريات العامة لحزب فدا ، المحامي لؤي المدهون أن الزيارة المرتقبة "لمفتي أمير قطر" الشيخ يوسف القرضاوي إلى قطاع غزة خلال الأيام المرتقبة بأنها مسيسة وغير مرحب بها من قبل حزبه وتعمل على تعزيز الانقسام . وقال المدهون في تصريح تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه "فدا لا ولن تشارك في استقبال الشيخ القرضاوي؛ ولا ولن تشارك أيضا في أيا من اللقاءات والفعاليات التي ستنظم على شرف حضوره لغزة" . واتهم القرضاوي بأنه "تدخل كثيرا في الشأن الداخلي الفلسطيني وما زال بتحريمه على غير الفلسطينيين زيارة مدينة القدس"". وقال المدهون أن "أي زيارة لأي مسؤول سياسي أو ديني لقطاع غزة دون تنسيق مع حكومة الدولة الفلسطينية فإن زيارته تدعم وتعمّق الانقسام الداخلي بين الضفة وغزة". من جهته، اعتبر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية محمود الهباش زيارة القرضاوي "ضارة بكل المقاييس هي تكريس وتشجيع للانقسام توقيتها مشبوه ودوافعها مشبوهة ونحن ننظر إليها بعين الريبة". وقال "يجب على القرضاوي وغيره من شيوخ الأمة أن يكونوا مع فلسطين كلها وليس مع جزء منها ضد الجزء الآخر لأنهم إن فعلوا ذلك فسيكونون مشاعل فتنة وخراب". كما انتقد حزب الشعب الزيارة، معتبراً أنها " ترتدي ثوباً سياسياً فهذا أمر له علاقة بخلط الدين بالسياسة ولا نوافق عليه". في المقابل أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة، أنها أنهت كافة استعداداتها لاستقبال القرضاوي، والوفد المرافق له من العلماء والذي يضم نحو 60 عالمًا من علماء الأمة . وقال وكيل وزارة الخارجية ورئيس اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود غازي حمد أنَّ الحكومة الفلسطينية أنهت كافة الترتيبات اللازمة لاستقبال الشيخ القرضاوي والوفد المرافق له، مبينًا أن شخصيات رسمية واعتبارية ستكون في استقباله بمعبر رفح البري. وذكر أنه من المقرر أن يلتقي الشيخ القرضاوي بيومه الثاني من الزيارة بالحكومة في مقرها بغزة، ومن ثم سيتوجه إلى منزل زعيم حماس الذي اغتالته إسرائيل عام 2003، أحمد ياسين. ولفت إلى أنه سيشارك يوم الخميس، بمؤتمر تعقده الجامعة الإسلامية بغزة بعنوان "نصرة الأقصى والأسرى"، فيما يشارك بمهرجان حاشد في ساحة الكتيبة مساء اليوم نفسه.