بيروت ـ جورج شاهين
أمل رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي " في أن تسفر الاتصالات الجارية حديثا على المستويات كلها، عن الكشف على مصير المطرانين المخطوفين في سورية بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم وإطلاق سراحهما في أسرع وقت". واعتبر" أن خطف المطرانين، بما يمثلانه من قيمة دينية وإنسانية، يشكل إساءة لا يمكن لأي مسؤول عربي ودولي السكوت عنها "، داعيا "الدول المعنية بالأحداث في سورية إلى تكثيف تحركها للإفراج عنهما". وإذ رأى " أن الوجود المسيحي في الشرق ثابت وأساسي وضروري على رغم الصعوبات المتعددة في أكثر من بلد "، آملا في" أن تنتهي الأحداث في سورية سريعا، وأن يحافظ التعايش الإسلامي – المسيحي في منطقتنا على صلابته واستمراريته رغم التحديات الكثيرة التي تواجهه". وكان ميقاتي قد استقبل وفدا من السريان الأرثوذكس ضم مطران جبل لبنان وطرابلس مار ثاوفيلوس جورج صليبا، ومطران بيروت مار اقليموس دانيال كورية، مطران دمشق جان قواق والسكرتير البطريركي المطران متى الخوري وأعضاء من المجلس الملي، ورافق الوفد رئيس الرابطة السريانية حبيب أفرام. وقال رئيس الرابطة السريانية حبيب إفرام عقب اللقاء" لقد زار وفد رسمي من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية برئاسة الأحبار في سورية ولبنان ومع المجلس الملي في حلب نجيب ميقاتي للبحث في ملف المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم، وقد طلبنا منه أن يعتبر هذا الملف وهذه القضية قضية وطنية لبنانية لما لها من انعكاس على كل الحضور المسيحي في الشرق وعلى معنى العيش الواحد المشترك الذي يجب أن يبقى لبنان رائداً ونموذجاً له". وأضاف " طالبنا أيضاً بأن يبذل ميقاتي، بما له من علاقات لدى أطراف عدة معنية بهذا الشأن، أن يبذل كل ما لديه من جهد لكي تنتهي هذه القضية بسلامة ويعود المطرانان المخطوفان إلى أبرشيتيهما والى لعب دورهما الوطني في مد الجسور والألفة والمحبة في سورية ، لأنه بالنسبة إلينا خصوصاً نحن السريان نعتبر أن الشعب السوري كله صديقاً لنا، كما نعتبر أن لنا في سورية مثلنا مثل غيرنا محبة وإحترام وتقدير لكل الفئات، آملين أن يتوقف هذا النزيف، وأن تنحو سوريا إلى سلام وأمن وحرية وديموقراطية وحل سياسي يكون ضمانة لسوريين جميعهم". وتابع أن " هذه رسالتنا ، ونحن سنتابع هذه الجولة مع مختلف الأطراف اللبنانية، آملين من كل من له صوت إيجابي المساعدة على حل يعيد المطرانين دون أي اصطفاف سياسي أو أي إرادة سياسية لأننا لسنا طرفاً في أي صراع في الداخل لكي يعود المسيحيون سكراً في هذا الشرق وملحاً في هذه الأرض". وعن وجود معلومات جديدة بشأن مكان وجود المطرانين اليازجي وإبراهيم، أوضح أنه" لا وجود لمعلومات مؤكدة أبداً، لا بشأن مصيرهما ولا مكان وجودهما، وأن هناك معلومات كثيرة ومتضاربة ولكن بالنسبة إلينا لسنا مطمئنين، فلم نسمع صوت المطرانين ولم نراهما ولم تدع أي جهة مسؤولياتها، لذلك نطالب أن نطمئن إلى مصيرهما حتى من الجهات الخاطفة ونعرف لماذا هذا الخطف وماذا يراد من وراء هذا الخطف خصوصاً أن لا ذنب لهما وهما ليسا طرفاً في أي صراع في الداخل السوري". وتوجه الوفد بعد ذلك للقاء رئيس الوزراء المكلف تمام سلام وعقب اللقاء أعلن المطران صليبا تأييده لسلام للقيام بمهمته الوطنية في تأليف الحكومة في أسرع وقت ممكن. وأضاف"بحثنا مع الرئيس سلام في موضوع المطرانيين المخطوفين في حلب، اللذين ذهبا ضحية إرهابيين، أناس لا يؤمنون بالله ولا بالقيم ولا بالإسلام ، وباسم الإسلام يتصرفون تصرفاً غير لائق لا بالدين ولا بالإنسانية". وتابع"تمنينا على الرئيس سلام أن يبذل المساعي الحسنة من أجل تحرير هذين المطرانين بالوسائل المتاحة كافة، والإيجابية، فنحن لا نطلب أي ثأر من أحد وبمجرد الإفراج عن المطرانين تنتهي القضية بالنسبة لنا، فنحن مسيحيون غافرون ومسامحون وفي الوقت ذاته نحن عرب من هذه المنطقة ونحمل رسالة العروبة السامية التي لا تفرق بين مسلم ومسيحي، ووعدنا الرئيس سلام ببذل الجهد في هذا الموضوع ،ونحن نؤكد له أننا سنحفظ لمن يساهم معنا في إطلاق المطرانيين كل الكرامة والوفاء والتقدير".