لندن - أ.ش.أ
استعرضت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية نظريات المؤامرة شائعة التداول في العالم العربي وما تضمنه من خطة غربية لتدمير هذا العالم. واستهلت تعليقا أوردته على موقعها الإلكتروني الأربعاء بالقول إنه نادرا ما شهدت منطقة الشرق الأوسط حالة من الارتباك مماثلة لتلك التي تشهدها الآن..ونوهت المجلة عما عانته المنطقة في أقل من ثلاثة أعوام من اضطرابات سياسية لم تشهد مثلها على مدار عقود، بالإضافة إلى ما شهدته هذه الفترة من زلازل للثوابت القديمة وتغير للحلفاء.ولفتت كذلك إلى ما شهدته المنطقة من ثورة إعلامية بحيث بات الإعلام يعرض الكثير من المعلومات ووجهات النظر. ولفتت المجلة إلى ارتباك شعوب المنطقة في ظل هذه التغيرات والتقلبات باحثين عن الوضوح وعن جواب شاف للسؤال الملح: لماذا نعيش في مثل هذه الفوضى؟. ورصدت "الإيكونوميست" محاولة من قبل الكثيرين في مصر للإجابة على هذا السؤال.. إذ تبنى هؤلاء نظرية تقول إن القوى الغربية بقيادة أمريكا تسعى لتحقيق هدفها البعيد وهو تقسيم وإضعاف العالمين العربي والإسلامي. وأشارت المجلة إلى أنه بحسب نظرية هؤلاء فإن مرحلتها الأولى تم تنفيذها في العراق؛ حيث تم تحطيم جيش عربي قوي وإشعال أتون حرب أهلية بين السنة والشيعة التي طال شررها أجزاء أخرى كثيرة بالمنطقة.كما أدى التدخل الغربي إلى تقسيم السودان أحدهما مسلم في الشمال بينما الأخر مسيحي في الجنوب. وفي ليبيا، نسفت قنابل حلف شمال الأطلسي "ناتو" جيشا عربيا آخر، وفي غضون ذلك دعمت القوى الغربية الميليشيات المتناحرة التي شوهت ما تبقى من وجه الدولة الليبية. أما الخطة التي حيكت لسوريا، بحسب هذه النظرية، فإنها وإن كانت مغايرة في الأسلوب إلا أنها تتفق في النتائج نفسها؛ حيث شجعت القوى الغربية الشعب السوري على الثورة ولكن بدلا من دعم قوات المعارضة بما يؤهلها للإطاحة بالنظام الحاكم عمدت إلى الاكتفاء بتزويد هذه القوات بأسلحة تضمن استمرار اشتعال الحرب الأهلية..والنتيجة تدمير جيش عربي آخر، وخلق كارثة إنسانية مروعة، بالإضافة إلى تعميق النزاع الطائفي في دولة عربية أخرى. وذكرت الإيكونوميست أن أصحاب هذه النظرية يرون أن الهدف الأكبر من تلك المؤامرة يتمثل في مصر ذاتها وهي أكبر الدول العربية وأكثرها سكانا وأهمها استراتيجية وأكبرها نفوذا ثقافيا.