الرباط - رشيدة لملاحي- جميلة عمر
إستأنف رئيس الوزراء عبد الإله بن كيران، الجولة الثانية من مفاوضات تشكيل الحكومة بعد فشل الجولة الأولى، بسبب الشروط التي فرضتها بعض الأحزاب، كالحركة الشعبيّة والتجمع الوطنيّ للأحرار، حيث عقد اليوم الجمعة، لقاء مع إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكيّ للقوات الشعبيّة.
وأفادت مصادر خاصّة إلى "المغرب اليوم"، أن لشكر حرص على تبديد الشكوك التي كانت تحوم حول مشاركة حزبه في الحكومة، بعدما كان موقفه غير واضح في وقت سابق، بسبب وضعه لشروط بدت لرئيس الحكومة تعجيزيّة، ومنها تقديم عرض قبل المشاركة في الحكومة.
ويشار إلى أن لشكر أكد في وقت سابق أنّ "موقفه المبدئيّ هو الانخراط في عملية تشكيل الأغلبيّة المقبلة، دون أي سعي نحو عرقلتها"، وهو الموقف الذي ردّ عليه بنكيران بشكل إيجابيّ معلنًا "رغبته في مشاركة الاتحاديين في الحكومة المقبلة".
وكان المكتب السياسيّ لحزب الوردة، سبق أن عبّر عن موقفه من المشاركة في الحكومة المقبلة، بعد الخطاب الملكيّ بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين للمسيرة الخضراء، حيث أكد "تقاسمه للتوجيهات الملكيّة، بخصوص تشكيل الحكومة ، مذكرًا بموقفه السابق بعد اللقاء الأول مع رئيس الحكومة المكلف عبد الإله بنكيران.
يُذكر أن الحزب قد أكد في بلاغ له، الإرتقاء بالمشاورات الجارية لتشكيل الأغلبيّة، للتفاعل القوي مع معركة الدفاع عن أرض الوطن، مشددًا على اعتماد البرامج والكفاءات، قبل الحسابات العدديّة وتوزيع الحقائب.
من جهة أخرى، وبعدما خصّصت افتتاحياتها لمهاجمته ردا على مطالبته لبن كيران باستبعاد "الميزان" من الحكومية المقبلة، توقفت صحيفة "العلم"، لسان حزب الاستقلال، عن مهاجمة عزيز أخنوش، الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار.
وحسب مصدر مقرب أن اللقاء، الذي عقده، يوم الأحد الماضي، كل من رئيس الحكومة ابن كيران، وحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، انتهى إلى ضرورة إيقاف الحملات الإعلاميّة من أجل تسهيل عملية تشكيل الحكومة، وأبرز المصدر أن ذلك ما يفسّر توقف جريدة "العلم" عن مهاجمة أخنوش.
وكان عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية محمد يتيم، قد دعا أخنوش وحلفاءه إلى التخلي عن لغة الشروط، ورفع "الفيتو".
كما اعتبر يتيم، في تدوينة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن استعمال "اللغة الحربيّة"، في صياغة التحالف من أجل تشكيل الحكومة أمر غير لائق، وهو أحد العوامل التي تقود إلى تعمق الإنقسام، في إشارة إلى هجوم جريدة "العلم" على أخنوش.
وكان سبب هجمات حزب الاستقلال على عزيز أخنوش، يعود إلى "الفيتو" الذي وضعه الأخير أمام حزب الميزان، حيث اشترط على رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، عدم ضمّ "الميزان" إلى الحكومة، وهو ما جعل حزب الاستقلال يُوجه تهمة ثقيلة لعزيز أخنوش، بخصوص مقتل بائع السمك، محسن فكري.
كما هاجمت جريدة "العلم" عزيز أخنوش، وحملته المسؤولية السياسيّة المباشرة عن مأساة مقتل الشاب محسن فكري بالحسيمة.
وكتبت الجريدة في صفحتها الأولى "المغاربة لا ينتظرون الزج بالصغار في السجون لجبر الخواطر ولكن لا بد من أن يتحمل الكبار المسؤولية السياسيّة"، وذلك في إشارة إلى الاعتقالات التي طالت عددًا من المسؤولين الصغار في مدينة الحسيمة.