بيروت - مصر اليوم
أكد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رئيس كتلة تيار المستقبل فؤاد السنيورة أن الاستبداد والطغيان وقمع الحريات هو سبب التطرف في المنطقة العربية.
وقال السنيورة في كلمة له اليوم في لقاء مسيحي (لقاء سيدة الجبل) : لقد ﭐبتُلي العالم العربي بآفة الاستبداد والطغيان وقمع الحريات المولِّدِ للتطرف. ولقد أفضت ممارسات تلك الأنظمة الاستبدادية الى ردود فعل عليها تمثلت بنمو ظواهر التطرف والعنف والإرهاب.
وأضاف لو كانت للشعب العراقي دولته العادلة المحتضنة لكافة مكونات شعبها لما ثارت صحوات الأنبار، ولما تقاعست تلك المكونات عن التصدي لمنظمات التطرف والإجرام والتوحش ولمنعتها من العودة إلى العراق والانطلاق مجدَّداً.
وتابع قائلا "ولو كانت للشعب الليبي دولته العادلة لما ظهرت التشكيلات المتطرفة ولما انفلت حبل الأمن والنظام هناك.
وقال ولو سمع النظام الغاشم الظالم صيحات الحناجر البريئة الصادقة التي طالبته ولأكثر من ثمانية أشهر، برفع الظلم والمحاسبة في درعا وطالبته أيضاً بالحرية والمساوة والمشاركة، لنجت سوريا وشعبها ومدنها وتراثها من الموت والدمار.
وأضاف : لقد أطاح الاستبدادُ الغاشمُ والظالمُ بتاريخ وتراث سوريا الإنساني الذي تراكم عبر التاريخ منذ ظهور المسيحية الى انتشار الإسلام وصولاً الى الفتوحات العربية.
وقال إن الطُغاةُ لم يترددوا في تدمير كل شيءٍ من أجل البقاء في الحكم والاستبداد، لا بل وفي ممارسة الإرهاب المتمادي في استعمال السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة .
وقال إن الإرهاب بشتى أشكاله وأسمائه جميعه من طينةٍ واحدة. لا مفاضلةَ بين بعضه بعضاً. وهو يستهدف بشروره الجميع. لا فرق بين أقلية أو أكثرية.
وشدد على أن الإرهاب لا يُكافَحُ بالإرهاب ولا بالعودة إلى القبول بالاستبداد الذي يتسبب به والذي يولد التطرف والارهاب ليبرر وجوده واستمراره.
وأكد أن التطرف والإرهاب لا يكافح بالطائفية المقيتة، بل يكافح من خلال إعادة الاعتبار للدولة الديمقراطية ودورها وعدالتها. الدولة المحتضنة لكل مكونات المجتمع والتي ترفض الاقصاء أو التهميش لأيٍّ منها. ويكون ذلك بالعمل على تطبيق حكم القانون بحزم واقتدار وبدون تفرقة ولا تمييز.
كما شدد على أنّ الطريق الصحيح إلى المكافحة الحاسمة للإرهاب تكون من خلال السعي الحثيث لوضع الحلول العاقلة والناجعة والدائمة للمشكلات السياسية والاجتماعية والأمنية التي يعاني منها الناس وتشعرهم بالظلم والتي تزعزع الاستقرار وتعرقل النمو والتنمية وتهدد الاوطان.
وقال السنيورة "أنا المسلم اللبناني والعروبي لا أجد أي قاسم مشترك ولا شيء يجمعني مع أولئك الطغاة المستبدين ولا مع الإرهابيين ولا مع أولئك الذين يتخذون من الاسلام شعاراً يرتكبون تحت لوائه جرائمهم البشعة ضد الإنسانية بدعوى احتكار معرفة الاسلام والإيمان في العراق والشام.
وأضاف أنا أجد نفسي معكم أنتم المجتمعون اليوم هنا في الاشرفية في بيروت (منطقة مسيحية)، الأقرب الي والى نهج تفكيري وإلى تفكيرِ ونهجِ كثيرين مثلي في لبنان وخارج لبنان.
وتابع " سأقولها صريحةً وواضحةً مرةً ثانية، أنا أعتبر أنكم أنتم المجتمعون هنا وغيركم كثير اقرب الي، اكثر بكثير من الذي يرفع راية ولاية الفقيه العابرة للحدود السياسية في طهران، أو راية الخليفة الحاكم في الموصل والرقة، لأنكم أنتم تشبهون لبنان وتشبهون شعب لبنان وتاريخ لبنان بماضيه وحاضره ومستقبله وتعبِّرون عن حقيقة طموح اللبنانيين إلى مستقبلٍ آمنٍ وزاهر متلائم مع مصالحنا ومع حركة العالم من حولنا.
وأعرب عن الأمل في أن يتعمم نموذجُ إتفاقِ الطائف في لبنان باعتباره رسالة، في العالم العربي، وعلى وجه الخصوص بعد ان فشلت كل صيغ الحكم السابقة في الاستمرار والإقناع وفي حفظ المكوِّنات الوطنية في بعض الأقطار العربية.
وقال بإمكان بعض الأخوة العرب تحويلُ مشكلة الحكم لديهم الى فرصة مستجدة، عبر الخلاص من صيغة الدولة الديكتاتورية الاستبدادية والانتقال الى صيغة الدولة التشاركية المتمثلة بالصيغة اللبنانية الحالية على أساس أن لا تتسلُّطَ فئةٌ على أُخرى، أو مجموعة على باقي المجموعات فتهمشها أو تلغيها أو تفرض عليها ما لا يقره الاجماع الوطني.
ولكن على أساس صيغة لا غالبَ ولا مغلوب ومن خلال ممارسة الاعترافِ بالآخر والاحترامُ المتبادلُ والتكامُلُ فيما بين جميع المجموعات لما فيه منفعةٌ للجميع.
أ ش أ