القاهرة - شيماء مكاوي
أكّد اختصاصي الطب النفسي، هشام حتاتة، أنّ الأطفال يتأثرون كثيرًا لسفر الأب وبُعده عن المنزل، مشيرًا إلى أنه قد يكون مضطرًا إلى ذلك بحثا عن لقمة العيش، ولكن للأسف يترك ذلك تأثيرًا كبير على الأبناء.
وأضاف حتاتة، في حديث إلى "العرب اليوم"، "يتأثر الطفل كثيرًا حيث يشعر بالخوف نظرًا إلى سفر والده والمشاعر السلبية تؤدي إلى نوبات الغضب المتكررة والتبول اللاإرادي، وقضم الأظافر، والبكاء الهيستيري والصراخ دون سبب واضح، والعناد المستمر".
وكشف عن طرق تعامل الأم مع المشكلة، لافتًا إلى أنه يجب على الأم أن تتصرف في حكمة وتراعي مشاعر الطفل، حتى لا يشعر بالقلق والوحدة، وأضاف "أعلم أن هذا الأمر في منتهى الصعوبة على الأم لأن الزوجة عند سفر زوجها تتعرض أيضا إلى نوبات من العصبية والغضب الزائد ولكن عليها أن تحكم غضبها وانفعالها أمام أطفالها وأن تتعامل معهم بنوع من الهدوء وعليها أن تعوض طفلها الأمان".
وأبرز حتاتة قوله "على الأم أيضا ألا تنطوي بأبنائها بعيدا عن الناس فهناك كثير من الأمهات يلجأن إلى الانطواء والبعد عن المحيطين بعد سفر الزواج، وهذا الأمر يشكل نوعًا من القلق عكس ما تتخيله الأم، لأن الطفل يشعر بالرهبة والخوف حينما يتعامل مع أصدقائه والبعد عن المحيطين ليس الحل، ولكن لابد من خلق مناخ من الأصدقاء والعلاقات الطيبة التي من خلالها يشعر معها الطفل بالأمان والسعادة".
وبيّن "عندما يسافر الأب تنقطع صلته بأبنائه ولكن يأتي هنا دور الأم في أن تعلم الأب أمور أبنائه حتى يكون على دراية كاملة بها وكأنه يعيش معهم داخل المنزل فليس من الصواب بعد الأب عن الأبناء في المكان وفي الحياة أيضا، كما أنه من الخطأ الشديد عندما يأتي الأب في إجازة ويعود إلى أسرته أن يتعامل مع الطفل بنوع من السخاء المادي ويجلب له الكثير من الأشياء الباهظة الثمن ظنا منه أنه بذلك يعوض أبنائه غيابه عنه وهذا خطأ كبير".
واختتم حديثه بالقول "يجب على الأم ألا تستخدم الأب كوسيلة للعقاب، لأن هذا يشكل نوعًا من الانفصال عن الأب ويزيد من حجم الفجوة بين الأبناء والآباء".