الدكتور إلياس مرابط

كشف رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور إلياس مرابط، في تعليق له على الجدل الذي فجره لقاح الحصبة والحصبة الألمانية في الجزائر، أن أي لقاح له مضاعفات ثانوية، ولا يمكننا الجزم على أنه يسبب العقم أو مضاعفات خطيرة على صحة التلاميذ، إلا بعد التعرف على تركيبته.

وأضاف مرابط في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم"، أن عملية تنظيم الحملة الخاصة بلقاح الحصبة والحصبة الألمانية، التي تندرج في إطار تعزيز السياسيات الوطنية للوقاية من الأمراض المميتة أو المسببة لإعاقات ومكافحتها، عرفت الكثير من النقائص، نظرًا لغياب التوعية وسط  أولياء التلاميذ، الذين أبدوا تخوفهم، خصوصًا وأن العملية ليست إجبارية وتخضع لموافقتهم.

وأعاب على نقص الأعوان المهينين المكلفين بتنظيم هذه الحملة على مستوى المدارس. وانتقد رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الفترة التي تم اختيارها لتطعيم التلاميذ في المدارس، والتي نظمت في منتصف السنة الدراسية، وكان من المفترض أن تنظم في بداية الموسم الدراسي. وجاءت هذه العملية، وفقا لتوصيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية تدوم من 6 إلى 15 مارس/ آذار 2017، تخص أطفال الطورين الابتدائي والمتوسط الذين يزاولون دراساتهم في المؤسسات العمومية والخاصة أي ما يقارب 7 ملايين تلميذ على مستوى الجزائر.

وحسب التفسيرات التي قدمها الدكتور إلياس مرابط، فإن التطعيم بهذا اللقاح يحول دون إصابة التلاميذ، بمرض فيروسي شديد العدوى، يمكن أن يسبب مضاعفات صحية خطيرة، وينتقل عادة عن طريق الاتصال المباشر وعبر الهواء. لا يزال هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال حول العالم، فطبقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية عام 2014 تم تسجيل 114900 حالة وفاة حول العالم، بسبب الإصابة بالحصبة.

وفجر هذا اللقاح، الذي شرع في تطعيم تلاميذ المدارس به، بداية من الأسبوع الماضي، جدلًا كبيرًا في الجزائر، بسبب الشكوك التي حامت حول تركيبته ومصدره. ويتعلق اللقاح المذكور باللقاح المضاد للحصبة والحصبة الألمانية، تم استيراده من الصين، وحسب تقارير إعلامية محلية دخل العشرات من التلاميذ إلى المستشفى، بسبب مضاعفات صحية، تسبب فيها هذا اللقاح بعد 24 ساعة، تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و14 عامًا، ومن بين المضاعفات التي تسبب فيها هذا اللقاح تقيؤ شديد للدماء وغثيان وإغماءات.

وأثارت هذه الحالات حالة هلع، ووجهت جمعية أولياء التلاميذ انتقادات شديدة اللهجة،  لوزارة الصحة والتربية معًا، بسبب غياب معلومات بشأن اللقاح الجديد، وما زاد مخاوفهم وهلعهم هو أن العملية تخضع لموافقة الأولياء أي أنها ليست إجبارية. وقررت مراسلة وزارة الصحة، لمطالبتها بالكشف عن تركيبة ومصدر هذا اللقاح.