القاهرة – وفاء لطفي
أكّدت عضو المجلس القومي لشؤون الإعاقة ومقرر لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومي للإعاقة مؤسسة أكبر جمعية للأطفال المرضى بالتوحّد في مصر، مها هلالي، أن احتفال العالم باليوم العالمي للتوحّد في 2 أبريل/نيسان يأتي "لكسر الحواجز" ونشر التوعية بقضايا الأشخاص ذوي التوحد وإحياء للتوجه العالمي بجعل إبريل "شهر تقبل التوحد"، مؤكدة أن النسب العالمية تؤكد أن التوحد يكثر بين الذكور عن الإناث، حيث يصاب به واحد من كل 42 مولودًا ذكًرا، مقابل واحد من بين كل 189 أنثى، بإجمالي 67 مليون إنسان في العالم، و900 ألف طفل في مصر.
وأوضحت مها هلالي، في مقابلة خاصّة مع "مصر اليوم"، على هامش احتفالية اليوم العالمي للتوحّد، أنّ "الهدف من اليوم العالمي للتوحد تسليط الضوء مجتمعيا وتوجيه انتباه الجهات المسئولة وأصحاب الأعمال لأهمية توفير فرص للأشخاص ذوي التوحد ودعوة للدولة المصرية للوقوف جنبا إلى جنب مع أرباب الأعمال للاستفادة من الأبناء ذوي التوحد الذين هم طيف من القدرات يعكس تنوع في الفرص التوظيفية للجميع"، مشدّدة على أنّ "اليوم العالمي للتوحّد، يهدف إلى إبراز مفهوم قضية الإعاقة والتعريف باضطراب طيف التوحد ونشر الوعي بالقوانين والتشريعات التي تكفل حق المساواة للجميع والتي من ضمنه خلق فرص العمل المناسبة للاستفادة من طاقات وقدرات الأشخاص ذوي التوحد، وكذلك رصد تحديات الوضع الراهن لخلق فرص التشغيل والتوظيف للأشخاص ذوي التوحد في مصر، وكذا دور أولياء الأمور في المطالبة بحقوق أبنائهم وفرصهم في التوظيف والتشغيل داخل المجتمع وكيفية توفير هذه الفرص".
وتحدّثت هلالي، عن الفارق بين الطفل المعاق في مصر ونظيره في الخارج، مشيرة إلى أنّ "الواقع أن العجز يأتي في الجسد، ولكن الإعاقة والتمكين يكونان من المجتمع، فالفارق بين شخص معاق في مصر وآخر لديه نفس الإعاقة في بلد مثل ألمانيا، هو ما يوفره المجتمع من إتاحة وتيسير سبل وأساليب تقلل من العوائق التي يواجهها الشخص المعاق"، مؤكدة أننا يمكننا أن نحلم أكثر بمستقبل أكثر إشراقاً للمعاق من خلال إصدار تشريعات وقوانين جديدة ذات الصلة بالإعاقة، بما يتناسب مع تصديق مصر على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق المعاقين، وموضحة أنه "حان الوقت للانتقال في مجال العمل مع الأشخاص ذوى الإعاقة من حالة الاعتماد والتطوع إلى حالة الالتزام والمهنية".
وأكدت هلالي، أنها دائمًا ما ترفض تصنيف مرض التوحد على أنه إعاقة ذهنية، خاصة وأن علاجه متاح بشرط التدخل المبكر، موضحة أنها "دائمًا ما أوصي بضرورة التدخل المبكر لزيادة فرص علاج الطفل، لأن التوحّد عبارة عن حالة من المرض العقلي الخفيف وله ملامح فسيولوجية مختلفة، بل على العكس أحيانًا ما يمتاز الطفل المريض بقدرات فائقة، يمكن للوالدين ملاحظة أي اضطراب يصيب طفلهم مبكرا، عندما لا يتكلم الطفل في السنة الأولى، ولا يستخدم الإشارات المعتادة للأطفال للتعبير عن احتياجاتهم، وعدم لفظ كلمات مفردة في عمر سنة ونصف السنة، أو نطق جمل كاملة عند سنتين، كما أن ملاحظة الطفل تبدأ من سن 6 أشهر، عندما تجده الأم كالدمية لا يستجيب لأي تواصل منها خلال عميلة الرضاعة، العلاج متاح وهناك حالات تشفى تماما بالعلاج، والطفل المصاب بالتوحد يعاني من مشاكل في التواصل ويميل دائما إلى العزلة والجلوس منفردًا".