الدار البيضاء - جلال عمر
اختارت الفنانة المغربية سامية أحمد أن تنتصر للحن الجميل والكلمة الهادفة، وهذا ما تعكسه أعمالها الفنية التي طبعت مسيرتها الفنية، ولا تتردّد في إبداء رأيها بشكل واضح وبخاصة إذا كان الأمر يتعلّق بالفن.
وتطرّقت الفنانة المغربية سامية أحمد، خلال حوار لها مع " مصر اليوم"، إلى واقع الأغنية المغربية والعربية اليوم، إذ كشفت عن أهم أعمالها الجديدة، قائلة: "بالنسبة إلى جديدي الفني فأنا بصدد التحضير لأغنية جديدة سأتحدّث عن تفاصيلها في ما بعدُ، كما أنني أتهيّأ للمشاركة في الملتقى الدولي للسلام بآسفي مسقط رأسي، إذ سأسعد بلقاء جمهور حبيب وغالي على قلبي، وأتمنى أن تمر الحفلة في أحسن الأحوال"، وعن تقييمها للأغنية المغربية، قالت: "الحديث عن الأغنية المغربية وعن ماضيها المشرق ومستقبلها المجهول وحاضرها الباهت يسرني، وأستحضر أجواء حفلة تكريم الفنان الكبير الأستاذ أحمد طيب لعلج في مدينة أولاد تايمة بحضور مجموعة من الفنانين الكبار، كالأستاذ محمود الإدريسي وعبدالعالي الغاوي وفنانين واعدين، ومن خلال تقييم تجربة الأستاذ سي أحمد الطيب لعلج الذي لم يتلقّ سوى تعليم بسيط واستطاع أن ينجز أعمالا شعرية موزونة ومغناة نالت إعجاب الجميع شأنها شأن أعمال مغربية أخرى كانت من الرقي في اللحن والكلمات لدرجة كان الجميع يتغنى بها، إذ كانت تذاع للجميع فلم يكن وقتها ما يسمى بالجمهور النخبوي كما هو الحال اليوم".
وأضافت سامية أحمد قائلة: "كل التساؤلات بشأن مكمن الخلل يجب أن تطرح ونحن نستحضر أنه لدينا ملحنون أكفاء وموزعون ذوو كفاءة عالية وأصوات جيدة وتقنيات حديثة في مجال التسجيل، وشعراء موهوبون، لذا يجب في رأيي المتواضع أن تقوم الجهات المسؤولة عن الفن والثقافة بإدماج تربية موسيقية في المناهج التعليمية، وأن يقوم الإعلام بأنواعه بالقيام بإعلاء الذوق العام ودعم كل الفنانين الذين يعملون بجد كي يرقوا بالأغنية المغربية حتى يعود الزمن الفني الجميل".
وأوضحت سامية أحمد قائلة: "بحكم عملي فأنا أرى أن كلا من الأغنية العربية والمغربية عرفت تراجعا واضحا، إذ كانت الأعمال لا تصدر حتى تستوفي حقها اللازم في اللحن والتوزيع وكل شروط ومقومات النجاح، وكانت تقيّم من لجان مختصة تسعى إلى الحفاظ على قوة وجمالية الأغاني، لهذا فنحن دائما نتحدث عن زمن مضى للأغنية العربية والمغربية، وننعته بالزمن الجميل. أما في وقتنا الراهن فهناك محاولات فردية من بعض الفنانين في الارتقاء بالأغنية سواء بالعالم العربي أو في المغرب، ولا بد من نية جد قوية في محاولة إنقاذ الساحة الفنية، فالأصوات الجيدة متوفرة وما يلزم سوى البحث الجاد عن اللحن الجميل والكلمات المناسبة حتى يحظى المتلقي بفن راقٍ وجميل".
وبيَّنت الفنانة المغربية أنه "لا يمكن أن نتحدث عن وصول الأغنية المغربية لمستوى العالمية، فهي لم تكن محظوظة في الانتشار، إذ لا يملك الفنانون المغاربة إمكانيات قوية في تسويق أعمالهم، لكن في ما يخص مقارنتها بالأغنية العربية ففي الزمن الجميل والمشرق للفن المغربي كانت الأغنية المغربية لا تقل جمالية عن نظيرتها العربية من حيث جودة اللحن وجمالية الكلمات والتوزيع، أما الآن فإن الأغنية المغربية في أزمة، إذ لم يستطع أغلب الفنانين المحافظة على ألق الأغنية المغربية وعلى جمال بصمتها، وهناك محاولات بسيطة من بعض الفنانين في الارتقاء بها لكن على المستوى العام فالضعف يطبعها.
وأكّدت الفنانة المغربية على أنّ مواقع التواصل خدمت الأغنية العربية والمغربية بشكل خاص، إذ صار كل من هبّ ودبّ يلحّن أغنيات بسرعة فائقة أو يقوم بإعادة توزيع بعض الأغاني بشكل سيئ ويسهم في نشر الابتذال والفن الرديء، لكنني أرى أن لهذه المواقع حسنة واحدة وهي التعريف ببعض الفنانين الذين يملكون مؤهلات جيدة فيتعرف عليهم المتلقي ويستمتع بأعمالهم، وأضافت أنّ نسب المشاهدة على "يوتيوب" لا تقيّم نجاح الأعمال الغنائية، فالعكس هو الصحيح في أغلب الأحيان، فعندما نجد مثلا نسبة مشاهدة أغنيات فيروز أو أم كلثوم أقل بكثير من أغنيات غيرهما من فناني هذا الجيل يظهر لنا أن هذه النسبة خادعة، ولا تظهر حقيقة نجاح الأعمال الفنية، فمقومات النجاح توفر الكلمات الجميلة أي شعر جميل لأن الشعر هو العمود الفقري للأغنية يأتي بعده اللحن الجيد والتوزيع المضبوط الذي يحترم عدة شروط مدروسة بالموسيقى، والشرط الأخير هو عذوبة الصوت الذي سينسق بين كل تلك الشروط المسبقة وينقلها بشكل جميل للمتلقي.