القاهرة - إسلام عبد الحميد
قال رئيس مصنع "قادر" للصناعات المتطورة التابع للهيئة العربية للتصنيع، المهندس عبد الصادق عبد الرحيم، أن المصنع تم إنشاؤه عام 1949، تحت اسم "مصنع هليوبوليس للطائرات" بغرض تصميم وتصنيع أول طائرة تدريب من طراز "جمهورية"، وعند إنشاء الهيئة العربية للتصنيع عام 1975 انضم إليها المصنع تحت اسم "مصنع قادر للصناعات المتطورة" برأس مال يفوق المليار دولار، بغرض بناء صناعة الدفاع العربي المشترك، إثر إتفاق دولي عربي لتأسيس قاعدة صناعية متطورة، ضم الاتفاق جمهورية مصر العربية، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، دولة قطر، و أصبحت الهيئة مملوكة بالكامل لجمهورية مصر العربية منذ العام 1993.
وقال عبد الرحيم، في تصريح خاص إلى "العرب اليوم" إن أهم أنشطة المصنع تصميم وتصنيع العربات المدرعة، ومن أشهرها العربة "فهد "، إضافة إلى تصميم وتصنيع التدريعات اللازمة لجميع أنواع السيارات ولجميع الأغراض، وصولا لسيارات التأمين الشخصي، وتصميم وتركيب أنواع الأسلحة المتعددة على العربات العسكرية المختلفة، وتصنيع القنابل الجوية، كما يشمل ذلك قنابل التدريب.
وأضاف "تشتمل أعمال الهيئة على الأنشطة العسكرية والمدنية، ونعمل على الوفاء بمتطلبات القوات المسلحة لمصر والدول العربية، إضافة إلى الدول الأجنبية الصديقة، كما أنها تعمل على دعم خطط التنمية المجتمعية مع التركيز على مشروعات البنية التحتية وحماية البيئة ومشاريع السكك الحديدية"، موضحا أن الهيئة العربية للتصنيع تتمتع بالعديد من الإمكانيات التكنولوجية والفنية والبشرية، لوجود أكثر من 15 ألف من العمالة والمهندسين المؤهلين على أعلى المستويات في معهد ومراكز تدريب الهيئة، وكذا المؤهلين من أكبر المعاهد العلمية في مصر وخارجها، ما يجعل الهيئة في مقدمة الهيئات على مستوى مصر والوطن العربي، من حيث القدرة والكفاءة الفنية العالية".
أوضح عبد الرحيم إن "مصنع قادر قام بتصميم أول طائرة تدريبة أطلق عليها اسم "الجمهورية " وأنتجت في العام 1952، وبعد حرب 1973 بدأ التفكير فى هيئة صناعية توفر السلاح العربي بالسواعد العربية، وقامت مصر بإنشاء 4 مصانع، مصنع 72 الحربي، ومصنع قادر، وصقر، والطائرات والمحركات، وساهمت الدول العربية قطر والسعودية والإمارات فى دعم مصر، أما بعد معاهدة السلام 1978 توقف الدعم العربي.
وكشف عبد الرحيم أن "المصنع نجح في تصدير معدات المترو والسكك الحديدية إلى إسبانيا مؤخرا، والمعدات الزراعية إلى السودان، وحصل على برامج تصميم فى كوريا والهند وأوروبا، ويوجد تعاون مشترك مع شركة إسبانية، ونجحنا في تصدير خزانات الإستانلستيل والتجهيزات الداخلية لمترو مدريد".
وأضاف "صدرنا لفرنسا، وبدأنا في تطوير العربات الإسبانية في مصر والتجهيزات الداخلية، والتي بلغت نحو 850 عربة، كما تم تطوير54 عربة بالقطار الفرنسي الرابط بين القاهرة والإسكندرية، ويوجد تعاون مشترك مع وزارة النقل، وفيه تعاقدات جديدة مع السكك الحديدية بشأن تحديثات عربات الدرجة الثانية، وتم إبرام اتفاقية مع ألمانيا فى السبعينيات، والعربة "فهد" تصميمها ألماني، وكان الاتفاق ينص على عدم قيام الجانب الألماني ببيع التصميم إلى أي دولة أخرى حتى يتم التطوير، وتمكن خبراؤنا من تصنيع العربة الفهد بالكامل".
ولفت عبد الرحيم إلى أن مصنع قادر "يوفر50% من احتياجات الحماية المدنية حاليا، ونلبي طلبات منظومة القوات المسلحة، ولدينا المعهد العربي للتكنولوجيا، ومعاهد للفنيين، ونرسل بعثات من الفنيين والمهندسين، ولا نتبع قطاع الأعمال، فالهيئة العربية للتصنيع هيئة مستقلة تعتمد على ذاتها ولا تعتمد على الدولة، والخسائر تعود علينا كأفراد، ونسعى في المنظومة لتسويق منتجاتنا، ونحقق الإنتاجية في أقصر وقت، ولدينا فائض لتغطية الرواتب".
وتابع أنه "في ظل الخلافات السياسية يجب تنويع السلاح، وعدم الاعتماد على جهة واحدة، والعربية للتصنيع لديها مشاركة مع الصناعات الروسية باعتبارها من الدول العظمى للصناعات الثقيلة".