أنهت ضربة على مقدمة الرأس حياة الرجل الخمسيني، جمعة مندي، صاحب مقهى، صباح السبت الماضي، في قرية الإخصاص في مدينة الصف، جنوب محافظة الجيزة. والمعاينة والمناظرة، أكدت أن المجني عليه مصاب بجروح في الوجه والرقبة، وبحوزته متلعقاته الشخصية، ما يؤكد أن المجني عليه تشاجر مع شخص واحد أو أكثر داخل مخزن خردة يمتلكه، وخلال 72 ساعة تمكنت خلالها القوات من تحديد والتوصل إلى المشتبه فيه بارتكاب الجريمة.

وجاءت التفاصيل طبقا لما ورد في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة، واعترافات المتهم المنسوب إليه تهمة القتل العمد كالتالي:

مع دقات الساعة العاشرة صباح السبت الماضي، طرقت سيدة باب رئيس مباحث مركز الصف أقصى جنوب الجيزة، وطلبت مقابلته ووقفت أمامه وهي في حالة ارتباك، وأخبرته بوقوع جريمة قتل، قالت له السيدة الخمسينية "جوزي اتقتل!.. جمعة جوزي مات في المخزن بتاعه"، وبمجرد تلقي البلاغ، انتقل رئيس المباحث المقدم محمد طبلية، رئيس مباحث مركز الصف، بصحبة اثنين من معاونيه، إلى مكان البلاغ في قرية الإخصاص، وبالتحديد في مخزن خردة يقع بجوار مقهي مملوك للمجني عليه، وعثرت القوات على الضحية ووجدته غارقا في دمائه.

عقب التأكد من صحة البلاغ، أبلغ المقدم محمد طبلية، اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ، بمجرد الانتهاء من ذلك، انتقل اللواء رضا العمدة، بصحبة فريق من مباحث جنوب الجيزة، تحت إشراف اللواء محمد الألفي، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عبدالرحمن أبوضيف رئيس المباحث الجنائية لقطاع جنوب الجيزة، والعقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شرق الجيزة إلى مكان الواقعة.

وأجرت القوات معاينة لمسرح الجريمة، وجاءت المعاينة كالتالي "مخزن خردة مكون من طابقين، يقع بجوار مقهي بلدي مملوكين للمجني عليه، وأن الجثة كانت في الطابق الأرضي بالمخزن، وأثبتت القوات الإصابات التي لحقت بالمجني عليه، إصابة في مقدمة الرأس وجروح في الوجه، وجرحين في الناحية اليسري للرقبة، ويرتدي كامل ملابسه، جلباب وسروال، وبحوزته متعلقاته الشخصية".

وعقب الانتهاء من فحص ومعاينة مسرح الجريمة، أمر اللواء دكتور مصطفى شحاته، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، المستشار محمد سراج المحامي العام الأول لنيابات الصف والعياط، وانتقل محمد علي حمودة رئيس نيابة الصف، إلى مكان الواقعة، وناظرت النيابة جثة المجني عليه، وقررت عرضها علي الطب الشرعي، لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، لتحديد مرتكبي الحادث.

وبالتزامن مع معاينة النيابة، عقد اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، اجتماعا موسعا، مع ضباط المباحث، لكشف ملابسات الواقعة، واستعرض خلال الاجتماع خطة البحث وجاءت كالتالي "مناقشة زوجة المجني عليه، فحص علاقاته والمترددين عليه، والمشتبه فيهم".

وبدأ فريق البحث، تحت إشراف العميد عبدالرحمن أبو ضيف، رئيس المباحث الجنائية، لقطاع جنوب الجيزة، والمقدم محمد طبلية رئيس مباحث الصف، وناقشت القوات (عفاف س.- زوجة المجني عليه)، وأكدت أن زوجها ليس له أي خلافات وأنه معتاد العمل ليلا، وأنه لم يحضر يوم الواقعة وباستطلاع أمره عثرت عليه جثة هامدة، وبدأت أيضا القوات في فحص علاقات المجني عليه وعدد من الشهود والمقيمين بالقرب من مكان الواقعة، وسائقي الـ"توك توك" و"الميكروباص"، حتي توصلت القوات إلى شاهد أدلى بأوصاف "صبي" يعمل في ورشة مجاورة لمخزن الخردة مسرح الجريمة، كان يغادر مسرعا في وقت معاصر لارتكاب الواقعة، وبتكثيف التحريات وتقنين الاجراءات، تمكنت القوات، من توقيف (أشرف ن.- 17 سنة- عامل في ورشة مجاورة لمخزن المجني عليه والمشتبه فيه بالقتل الضحية)، وناقشته القوات.

وجاء في محضر الشرطة، أن المتهم اعترف بارتكاب الواقعة، قائلا: "قتلته غصب عني.. كنت رايح أسرقه شافني مسكت فيه وضربته بالرخامة على رأسه وفضلت اضرب فيه لحد ما مات، وهربت من غير ما اسرق جنيه، مستقبلي راح وهتعدم.. ومسرقتش حاجة".

وعقب تسجيل اعترافات المتهم، أحيل لنيابات الطفل بمحكمة شمال الجيزة، ومثل المتهم أمام محقق النيابة، واعترف بتفاصيل الواقعة، وسجلت النيابة اعترفات المتهم بالصوت والصورة أثناء تمثيل الجريمة. وأصدرت قرارا بحبسه لمدة 4 أيام علي ذمة التحقيق بتهمة القتل العمد، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة واستعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليه لإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة.