القاهرة - مصر اليوم
بعد مرور 77 يومًا على "مذبحة العقار رقم 10"، في منطقة بولاق الدكرور، التي ارتكبها كما جاء في تحريات أجهزة الأمن ، وتحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، "صلاح المرسي أبوالعباس"، وهو نجل الفنان المرسي أبوالعباس، وكما عرفت في وسائل الإعلام بـ"مذبحة الماتش"، وذلك بعدما قتل زوجته على سجادة الصلاة، وابنتيه يوم مباراة مصر وروسيا في بطولة كأس العالم 2018.
وجاءت المعاينة وأكدت أن الضحايا قتلوا خنقا، بإيشارب وسلك تليفون، وأن الأب المنسوب إليه تهمة القتل العمد قتلهم لمروره بحالة نفسية سيئة، بسبب تراكم الديون، وقال في التحقيقات: "أنا قتلتهم علشان يسبقوني للجنة، وكنت خايف عليهم من البهدلة، بعد ما موت، قلت اقتلهم وانتحر.. وتراجعت".. صباح اليوم الموافق 28 أغسطس، حددت محكمة الاستئناف أولى جلسات محاكمة نجل المرسي أبوالعباس المتهم بارتكاب مذبحة بولاق الدكرور يوم 3 من سبتمبر المقبل، وما هي إلا أيام قليلة تفصلنا عن ظهور المتهم أمام هيئة المحكمة لبدء محاكمته في "مذبحة العقار رقم 10"، والتي تحتوي على تفاصيل كثيرة منذ بداية زواج الأب من الزوجة الضحية وحتى قتلها هي وابنتيه.. التفاصيل طبقا لما جاء في تحريات المباحث كالتالي:
- داخل جامعة القاهرة:
قبل قرابة 15 عاما، كانت البداية للواقعة، كان هناك لقاء في كلية الآثار بين الطالب "صلاح المرسي أبوالعباس"، وهو نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس الذي شارك في العديد من الأفلام السينمائية من بينها فيلم "ضد الحكومة"، مع الفنان الراحل أحمد زكي. كان آنذاك صلاح طالب في الفرقة الثالثة أعجب بالطالبة في الفرقة الأولى تدعى "هبة"، نظرات الإعجاب واللقاءات في الحياة الجامعية، زادت ترابط العلاقة، التي انتهت بالزواج بعد رفض الزوج من قبل أسرة الطالبة 3 مرات لكن إصرار الأخيرة على الزواج من نجل الفنان أجبر الأسرة على الموافقة، حسب أقوال "أسرة هبة" في تحريات المباحث.
- عقار مملوك لشقيق وزير سابق:
عقب إتمام الزواج بين "صلاح"، و"هبة"، أقيم الاثنين في العقار رقم "10" المتفرع من شارع الملكة متفرع من شارع العشرين، بحي بولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة، العقار كان حديث الإنشاء وهو مملوك لشقيق الوزير السابق كمال أبوعيطة الذي شغل منصب وزير القوى العاملة في حكومة حازم الببلاوي عام 2013. وبسرعة توالت الأحداث وكانت الخلافات بسيطة وعادية مثل أي زوجين وإنجاب خلال الـ14 سنة بنتين هما "جنة الله" 14 سنة، و"حبيبة"، 10 سنوات، جنة الله تم تكريمها من قبل مدرسة الشروق الخاصة ضمن العشرة الأوائل في الشهادة الإعدادية هذا العام، وحصلت جنة الله على المركز السادس، طبقا لما جاء في تحريات المباحث، وأقوال المدرسين والعاملين بالمدرسة.
- ظهور خلافات زوجية:
قبل 3 سنوات، وقعت خلافات بين الزوج "صلاح"، وزوجته "هبة"، بسبب طلب الأول الانفصال عنها والزواج من إحدى صديقاته منذ أيام الجامعة، ولكن الزوجة اعترضت على الانفصال عنه وقالت له: "لو عايز تتجوز اتجوز مفيش عندي مشكلة.. بس بلاش طلاق علشان أعرف أربي الأولاد"، وبعد مرور فترة زمنية تعرض الزوج للخسارة المالية في البورصة في مبلغ مالي 350 ألف جنيه، وتراكمت عليه الديون وتراجع عن فكرة الزواج، وتسببت الخسارة في اكتئاب وبدأ في أخذ أدوية له، طبقا لما ورد على لسان الزوج "صلاح" في تحريات المباحث.
- انتحار الأب:
قبل عدة أشهر، فكر الزوج في الانتحار للهرب من الديون المتراكمة عليه، ولكنه نظر إلى مستقبل زوجته وأطفاله وشاهد أنهم سوف يتعرضون للضرر المادي والمعنوي، فقرر تأجيل الانتحار.. وضع خطة أخرى، وقرر قتل أفراد أسرته واختلق واقعة سرقة مبلغ مالي من شقته للهرب من الديون وإبعاد الشك عنه، وبعد مرور فترة زمنية ينتحر لكي يتضح أن الانتحار بسبب حزنه على أسرته، لكن الأحداث التي دارت عقب الواقعة لم تكن في صالحه، تلك أجزاء من اعترافات "الأب".. في محضر الشرطة.
- المذبحة الأسرية:
كيف تمت المذبحة.. طبقا لما ورد في محضر الشرطة الذي جاء بيه اعترافات للزوج جاءت كالتالي: "أن يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي، استغل نوم بناته وذلك لسهرهم للساعات الأولى من صباح اليوم بالتزامن مع نهاية الترم الثاني الدراسي وبداية الإجازة، وأيضا شاهد زوجته تقوم بأداء صلاة العصر، لم يتردد كثيرا، أخذ القرار بسرعة وقام بخنقها بإيشارب في أثناء سجودها على سجادة الصلاة، وحدثت بينهما شد وجذب حتى سقطت الزوجة جثة هامدة بين الدولاب وسرير غرفة النوم".
وجاء في اعترافات المتهم كما ورد في محضر الشرطة: "أنه عقب التخلص من زوجته توجه إلى غرفة ابنته حبيبة وكتم نفسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة في أثناء نومها على السرير، وعقب ذلك دخل غرفة ابنته جنة الله وخنقها بسلك تليفون، وعقب الانتهاء من الجريمة، جلس بهدوء في الشقة، وأخذ حمام وبدأ يفكر في اختلاق واقعة للهرب من الشرطة والديون المتراكمة عليه، وبعدما وضع خطة في ذهنه أنه يغادر الشقة ويشاهد مباراة مصر وروسيا وعقب انتهاء المباراة صعد إلى الشقة وانطلقت صراخاته ويخبر الجيران أن مجهولا داخل شقته وقتل أفراد أسرته واستولى على مبلغ 340 ألف جنيه ليبعد الشك عنه، حتى كشف القوات الجريمة وتوصلت إلى أنه وراء تلك المذبحة.
- الأدلة والاعترافات:
جاء اعتراف "الأب"، بعد 5 أيام من العمل من خلال جهات التحقيقات الأمنية والقضائية، بعد الإبلاغ عن تلك المذبحة، انتقل فريق من المباحث تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث وأجرت القوات معاينة، وأظهرت المعاينة التي أجراها فريق من ضباط مباحث غرب الجيزة وضم كل من والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت معاون المباحث آنذاك، سلامة منافذ الشقة التي تقع في الطابق الثالث بالعقار ومكون من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ، "مسرح الجريمة"، وجود مشغولات ذهبية والهواتف المحمولة الخاصة بالضحايا، ما يؤكد أن الجاني دخل بطريقة شرعية، أيضا تلقي الضحايا اتصالات كثيرة في توقيت زمني قبل مغادرة الأب الشقة حسب ما قال في محضر الشرطة في المناقشة الأولى، وهذا يكذب روايته.
التحريات أكدت أن الزوجة حسنة السمعة وليس لها اختلاط بأحد، وتتمتع بسيرة طيبة بين الجيران وسكان المنطقة، الكاميرات لم تلتقط أحدا داخل أو خارج من العقار في وقت معاصر للجريمة.
وجاء في التحريات أن المبلغ المالي الذي أبلغ الأب أنه تم سرقته في أثناء ارتكاب الواقعة، أكدت التحريات أن ذلك المبلغ الذي تحصل عليه الأب قيمة بيع شقة "ميراث"، تم وضعه في حسابه وبدأ في تفعيله في البورصة.
- الأطفال في الجنة:
تلك الأدلة بجانب أقوال أسرة الضحية، وأيضا الجيران، وأصدقاء الأب، وضعها فريق البحث أمام مكتب اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث، وعقب ذلك تم استئذان النيابة العامة لضبط الأب مشتبه فيه بارتكاب الواقعة، وتم ضبط الأب مرة أخرى واقتياده إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، ومثل أمام اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وبدأ في مناقشته ومواجهته قرابة 7 ساعات متواصلة بالأدلة والتحريات التي أكدت تورطه في ارتكاب الواقعة، ووبعد تضيق الخناق عليه، اعترف الأب بارتكاب الواقعة، وقال للواء محمد عبد التواب: "قتلتهم عشان يسبقوني للجنة".