من مباراة المنتخب المغربي و المنتخب الأردني في بطولة كأس العرب 2021

يحتضن استاد لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة، الخميس المقبل، مواجهة نهائية غير مسبوقة في تاريخ كأس العرب، تجمع بين المنتخب المغربي الرديف ونظيره الأردني، في نسخة وُصفت بأنها الأكثر مفاجآت منذ استحداث البطولة بصيغتها الحديثة.

المنتخبان بلغا النهائي عن جدارة، بعد تجاوز عقبات صعبة في نصف النهائي، حيث تفوق المغرب على الإمارات بثلاثية نظيفة، بينما نجح الأردن في إقصاء المنتخب السعودي بهدف دون رد، في لقاء تكتيكي محكم.

على أرضية ملعب خليفة الدولي، أظهر المنتخب المغربي تفوقًا واضحًا على خصمه الإماراتي، محققًا فوزًا مستحقًا بثلاثة أهداف سجلها تباعًا كريم البركاوي (د28)، أشرف المهديوي (د83)، وعبد الرزاق حمدالله (د90+2).

واعتمد مدرب “أسود الأطلس”، طارق السكتيوي، على توليفة من لاعبي الفريق الرديف، مدعومة ببعض الأسماء ذات الخبرة، حيث ظهرت بصمته في التحكم بإيقاع اللقاء، والتعامل الذكي مع فترات الضغط الإماراتي، خاصة خلال الشوط الثاني.

وأوضح السكتيوي عقب اللقاء أن الفوز جاء ثمرة “العمل الجماعي، والانضباط التكتيكي، والتزام اللاعبين بتعليمات الطاقم الفني”، مشيرًا إلى أن التغييرات التي أُجريت كان لها تأثير مباشر في توسيع الفارق وضمان التأهل.

ورغم النتيجة، عبّر مدرب الإمارات، الروماني كوزمين أولاريو، عن اعتقاده بأن “النتيجة لا تعكس مجريات اللقاء”، موضحًا أن هدف السبق أربك لاعبيه وأفقدهم التركيز.

في المقابل، فجّر المنتخب الأردني مفاجأة مدوّية بإقصائه السعودية، إحدى أبرز المرشحين للقب، في مباراة شهدت حضورًا جماهيريًا تجاوز 63 ألف متفرج على ملعب البيت.

سجل نزار الرشدان هدف الفوز في الدقيقة 66، من رأسية مركزة، أجهزت على آمال “الأخضر” الذي لم يتمكن من تجاوز التكتل الدفاعي الأردني، رغم محاولاته المتكررة.

جمال سلامي، مدرب المنتخب الأردني، عبّر عن فخره بأداء لاعبيه، مؤكدًا أن “التأهل كان مستحقًا، وجاء بفضل القتالية والانضباط رغم غياب تسعة عناصر أساسية عن التشكيلة”.

وقال سلامي، في تصريح بعد اللقاء: “نحن منتخب ينمو مع كل مباراة… وسعيد بملاقاة صديقي طارق السكتيوي في النهائي”.

من جانبه، واصل الحارس يزيد أبو ليلى تقديم مستويات لافتة، مُتوجًا بجائزة أفضل لاعب في المباراة للمرة الثانية توالياً، وصرّح بأن “الفرحة لا توصف، والهدف الآن هو مواصلة الحلم”.

تكتسي المباراة النهائية طابعًا خاصًا، ليس فقط لكونها أول مواجهة نهائية تجمع بين المغرب والأردن، ولكن أيضًا بسبب الخلفية المشتركة لمدربي الفريقين، وهما المغربيان طارق السكتيوي وجمال سلامي، اللذان تربطهما علاقة صداقة وماضٍ مهني مشترك.

ويمثل هذا النهائي تتويجًا لسنة استثنائية للكرة المغربية، التي شهدت تأهل المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم 2026، وتتويج منتخبات الشباب والمحليين بعدة ألقاب قارية.

أما الأردن، فيخوض النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بعد عام حافلٍ أيضًا تأهل فيه إلى كأس العالم لأول مرة. ويُنظر إلى وصول “النشامى” إلى المشهد الختامي كأحد أبرز مفاجآت النسخة الحالية، في ظل التفوق على منتخبات أكثر خبرة، وعلى رأسها السعودية والعراق.

تُجرى المباراة النهائية يوم الخميس 18 دجنبر الجاري، على أرضية استاد لوسيل، في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت المغرب، وسط توقعات بحضور جماهيري كبير.

وستتجه الأنظار إلى المواجهة التكتيكية بين السكتيوي وسلامي، حيث يملك كل مدرب تصورات مختلفة، وتجارب متباينة مع المنتخبين، بينما يبدو الرهان مفتوحًا، خاصة في ظل المستوى الدفاعي الصلب للأردن، والانضباط الجماعي للمغرب.

يذكر أن منتخب المغرب سبق له التتويج بلقب كأس العرب مرة واحدة عام 2012، فيما يطمح الأردن إلى كتابة صفحة جديدة في تاريخه الكروي، بتحقيق أول إنجاز قاري بهذا الحجم.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

المنتخب المغربي الرديف يحجز بطاقة نهائي كأس العرب بعد الفوز على الإمارات بثلاثية

المنتخب الأردني يقترب من تحقيق حلم المونديال بعد فوزه الكبير على عمان بثلاثية نظيفة