انصار الرئيس خوان مانويل سانتوس مع كلمة سلام على أكفهم

ستتحول الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في كولومبيا الاحد استفتاء حول عملية السلام مع المتمردين، في المنافسة بين

ابرز المنادين بها الرئيس خوان مانويل سانتوس (62 عاما)، واشد منتقديه اوسكار ايفان زولواغا.
وقد حانت ساعة الحقيقة للرئيس الذي يؤكد انه دخل "المرحلة النهائية" من المفاوضات بين حكومته و"القوات المسلحة الثورية

في كولومبيا" (فارك)، التي تخوض اقدم نزاع في اميركا اللاتينية فجرته انتفاضة فلاحية قبل نصف قرن.
وسانتوس الذي يسعى الى ولاية ثانية من اربع سنوات، وتتقارب نتائجه في استطلاعات الرأي مع منافسه، اطلق شعارا مدويا

بصيغة بسيطة: "انتهاء النزاع او نزاع بلا نهاية".
وهذا الزعيم الذي ينتمي الى وسط اليمين، ولم يفز في الدورة الاولى، تمكن من استقطاب الاحزاب اليسارية التي تعارض مع

ذلك ليبراليته الاقتصادية، من خلال التعهد بزيادة الاستثمار في الانفاق الاجتماعي.
ويعرض موقع حملته عدادا يحسب "تكلفة النزاع" التي تناهز 300 دولار في الثانية اي ما يعادل الحد الادنى للاجور.
ووعد سانتوس بالعمل في سبيل المعوزين "ضحايا الحرب" في بلد يطال الفقر ثلث سكانه البالغ عددهم 47 مليون نسمة على

رغم النمو الذي فاق 4%.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت الخبيرة السياسية باتريسيا مونوز يي، الاستاذة في جامعة خافيريانا دو بوغوتا ان "

المسائل الاجتماعية هي المطروحة لكنها تبقى مشروطة بالسلام الذي جعل منه الرئيس المحور الاساسي لحملته".
اما زولواغا فيحاول ان يستفيد من الشكوك حيال المفاوضات التي تستضيفها كوبا منذ 19 شهرا، من دون وقف ثنائي لاطلاق

النار مع التمرد الماركسي.
ويوجه وزير الاقتصاد السابق (55 عاما) الذي يؤيد "سلاما غير مشروط"، الى سانتوس تهمة اعطاء المتمردين فرصة "الافلات

من العقاب" الذي يشكل موضوعا بالغ الحساسية في كولومبيا. وقد فاقت حصيلة النزاع الذي يشارك فيه التمرد المؤلف من

ميليشيات شبه عسكرية وعصابات من المجرمين، 220 الف قتيل وخمسة ملايين مهجر.
ويعرب من جهة اخرى عن عزمه على "اعادة النظر" في الاتفاقات التي تم التوصل اليها حول الاصلاح الزراعي ومشاركة

المقاتلين السابقين في السياسة ومكافحة الاتجار بالمخدرات والاعتراف بالضحايا.
الا انه عدل من لهجة خطابه بين الدورتين. فقد تخلى زولواغا عن وقف المفاوضات على الفور، ومدد من اسبوع الى شهر

الانذار الذي ينوي توجيهه الى التمرد لتسليم اسلحته.
ولم ترد "القوات المسلحة الثورية في كولومبيا" بعد على هذه المطالب، مكتفية بتجديد هدنة موقتة للدورة الثانية.
واعتبرت مونوز يي ان "مرشح المعارضة عدل من مواقفه واتخذ موقفا اقل تشددا من عملية السلام، لكنه احتفظ بمواقفه من

امتناع القوات المسلحة الثورية في كولومبيا عن تقديم تنازلات".
وقال سانتوس ان شروط منافسه الذي يطالب بالتالي بعقوبة ادناها السجن ست سنوات لقادة فارك، تنسف "بطريقة خفية" عملية

السلام.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال احد مستشاري الانتخابات الرئاسية ان "الاقتراع استفتاء بسيط جدا: الكولومبيون

سيختارون ما اذا كانوا يريدون الحصول على السلام في اسرع وقت ممكن او ما اذا كانوا يريدون العودة الى الحرب الشاملة،

باعتبارها صيغة لحل النزاع".
ويستفيد ترشيح زولواغا من شعبية الرئيس المحافظ السابق الفارو اوريبي، الذي كان ينادي بالتشدد حيال التمرد بين 2002

و2010.
ويأخذ اوريبي الذي انتخب سيناتورا، ويتزعم ابرز احزاب المعارضة، على خلفه الذي كان وزير الدفاع، بأنه "اصبح الغبي

المفيد للقوات المسلحة الثورية".
وقبل ايام من الانتخابات، رد سانتوس بالاعلان عن بدء عملية السلام مع جيش التحرير الوطني، التمرد الاخر في البلاد. وقال

منافسه انها مناورة "انتخابية".
وجيش التحرير الوطني والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا اللذان تأسسا في الستينات، هما آخر حركتين يساريتين متطرفتين

ناشطتين في كولومبيا حيث يبلغ عدد عناصرهما على التوالي 2500 و8 الاف مقاتل، كما تقول السلطات.
أ ف ب