افغانية تصوت في هيرات

صوت ملايين الافغان السبت بهدوء في شكل عام في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لاختيار خلف لحميد كرزاي متحدين تهديدات متمردي طالبان.
وتعتبر هذه الانتخابات وهي اول عملية تداول للسلطة بين رئيسين افغانيين منتخبين ديموقراطيا، اختبارا هاما لهذا البلد الفقير الذي تسيطر عليه حركة طالبان جزئيا والذي ينتظره مصير مجهول بعد انسحاب قوة الحلف الاطلسي بحلول نهاية العام.
واذا كان من المبكر جدا اجراء عملية تقييم للعملية الانتخابية، وخصوصا انه لم تتضح بعد نسبة التزوير المحتملة، فان مجرد اجراء هذه الانتخابات من دون اضطرابات كبيرة يشكل انتصارا لكرزاي والمجتمع الدولي الذي قاده الى الرئاسة بعد سقوط نظام طالبان في نهاية 2001.
وبعد دورة اولى طبعتها مشاركة كبيرة، انتهت الدورة الثانية السبت في الساعة 16,00 (11,30 ت غ) وبدات فورا عمليات فرز الاصوات.
وقتل شخصان في لوغار بجنوب كابول وخمسة اخرون في ولاية خوست (شرق) جراء صواريخ اطلقها متمردون، لكن المخاوف من اعمال عنف واسعة النطاق توعدت بها طالبان لم تتحقق.
وقال وزير الداخلية عمر دودزاي عبر قناة تولونيوز الافغانية ان "تاثير الهجمات كان محدودا جدا".
واضاف ان "النجاح اليوم يوجه الى اعدائنا واصدقائنا رسالة مفادها ان الانتقال الديموقراطي يمكن القيام به في مواعيده وان قواتنا قادرة على ضمان امن البلاد".
ودعي الافغان للاختيار بين المرشح الاوفر حظا عبدالله عبدالله (53 عاما) المتحدث السابق باسم القيادي مسعود والذي تقدم الدورة الاولى بفارق كبير (45 في المئة) واشرف غني (65 عاما) الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي (31,6 في المئة).
ووعد المرشحان التقدميان المعتدلان اللذان صوتا صباحا في كابول، بمكافحة الفساد المزمن واطلاق التنمية الاقتصادية للبلاد الخاضعة لتبعية المساعدات الدولية.
وبدا واضحا السبت ان ما وعدت به طالبان من عنف شديد لم يردع الناخبين الذين تفاخروا رجالا ونساء بالحبر على اصابعهم في دلالة على تصويتهم.
وقال الطالب احمد جويد (32 سنة) "سمعنا فعلا بعض الانفجارات في المدينة لكن ذلك لا يخيفنا، وعلى كل حال فان ذلك يومي هنا، ولن يمنعنا من التصويت لحسم مستقبل البلاد".
وفي كابول انتشرت قوات امنية كبيرة في الشوارع الى جانب القوات الافغانية التي وضعت في "حالة تأهب قصوى" واكدت تصميمها على افشال اي محاولة هجوم لطالبان.
ونشر حوالى 400 الف جندي وشرطي في كل البلاد بينما اكدت القوة الدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي (ايساف) استعدادها للتدخل في حال الضرورة.
وقال جنات غول (45 عاما) وهو تاجر كان ينتظر امام احد مراكز الاقتراع للادلاء بصوته "جئت لاشارك في الانتخابات ليجلب صوتي تغييرا الى حياتنا".
واضاف "سأصوت للمرشح الذي سينهض بالاقتصاد وسيخلق فرص عمل وسيغير حياتنا اليومية"، معتبرا انه "اذا اصبح اقتصادنا بخير لن يعود هناك تمرد وبدلا من ان يتقاتلوا سينشغل الناس باعمالهم".
وسيشكل هذا الاقتراع نهاية عهد كرزاي الرجل الوحيد الذي قاد افغانستان منذ سقوط حركة طالبان في 2001 والذي لم يسمح له الدستور بالترشح لولاية ثالثة.
وادلى الرئيس المنتهية ولايته بصوته في الصباح الباكر في مدرسة قريبة من القصر. وقال "تعالوا للتصويت! تعالوا للتصويت". واضاف "بمشاركتكم في الانتخابات ستسمحون لافغانستان بالتوجه الى مزيد من الاستقرار".
وبحيازته 13 نقطة اكثر من منافسه، يبدو عبد الله عبد الله الاوفر حظا للفوز بعد ان انسحب من الدورة الثانية في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2009 احتجاجا على عملية تزوير مكثفة.
وقال عبدالله "لا يمكن ان نقبل بصوت واحد مزور لمصلحتنا، ونامل في ان يقول الاخرون الامر نفسه"، فيما طلب منافسه من "كل افغاني ان يتصدى للتجاوزات".
وستنشر النتائج الموقتة لهذه الانتخابات في الثاني من تموز/يوليو، علما بان امكان حصول تزوير قد يكون له تاثير مدمر اذا كان فارق الاصوات ضئيلا بين المرشحين.
وسيتسلم الرئيس الافغاني الجديد مقاليد الحكم في الثاني من آب/اغسطس ليولي الاهتمام الاكبر لتسوية مسألة ملحة هي توقيع معاهدة امنية ثنائية مع واشنطن تتيح بقاء فرقة اميركية تضم 10 الاف جندي بعد انسحاب خمسين الف جندي من الحلف الاطلسي اواخر 2014.
أ ف ب