اوكرانيون يتظاهرون ضد بوتين امام السفارة الروسية في كييف

امهلت واشنطن الخميس موسكو "ساعات" لتثبت انها تعمل على نزع سلاح المتمردين الموالين لروسيا في

شرق اوكرانيا وذلك عشية انتهاء مهلة وقف هش لاطلاق النار.
وجاء التحذير الاميركي على لسان وزير الخارجية جون كيري قبل يوم واحد من توقيع الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو على

اتفاق شراكة تاريخي مع الاتحاد الاوروبي من شانه ان يبعدها تماما عن تأثير روسيا.
وتريد الدول الغربية انقاذ اتفاق وقف اطلاق النار المؤقت والمفاوضات الحديثة التي وافق الانفصاليون بداية الاسبوع الحالي

عليها.
وانتهك وقف اطلاق النار مرات عدة ولكن نجح في تهدئة العنف، وينتهي رسميا العمل به عند الساعة السابعة بتوقيت غرينتش

من يوم الجمعة. ومن المفترض ان تجري كييف جولة ثالثة من المفاوضات غير المباشرة مع القياديين الانفصاليين في مدينة

دونيتسك في وقت لاحق من اليوم ذاته.
اما الكرملين فقال ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكد للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بعد وقت قصير على تصريح كيري

انه يدعم بشكل كامل تمديد وقف اطلاق النار واستئناف الحوار المثمر بين الاطراف المتنازعة.
وبحث بوتين وميركل "الحاجة لتمديد الهدنة، وعقد محادثات دورية، والافراج عن المعتقلين".
ولكن بوروشنكو اعرب امام مجلس اوروبا في ستراسبورغ ان خطة السلام لشرق اوكرانيا "لن تكون ناجعة الا اذا لعبت روسيا

دورها لكن حتى الان ومع الاسف دعم موسكو ليس كافيا".
وبدورها رفضت وزارة الخارجية الروسية محاولات القاء "المسؤولية كاملة" على موسكو، ووصفت تصريحات الحلف

الاطلسي القائل بانه ليس هناك اي خطوات ملموسة من روسيا بانها "تنتمي الى خطاب الحرب الباردة".
واسفرت المواجهات بين الانفصاليين والقوات الاوكرانية خلال 11 شهرا عن مقتل 435 شخصا ووترت العلاقة بين موسكو

والغرب.
ويتهم الغرب موسكو بدعم التمرد في اوكرانيا خاصة بعد ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا ردا على الاطاحة بالحكومة

الاوكرانية الموالية لموسكو في شباط/فبراير الماضي.
 وينفي رئيس الكرملين اي دور روسي لدى المتمردين فيما تتحدث تقارير من كييف وواشنطن عن اطلاق صواريخ وعبور

دبابات روسية الى مناطق النزاع.
وصرح كيري اثر لقاء مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في باريس "نحن متفقون على انه من المهم ان تظهر روسيا في

الساعات المقبلة انها تعمل على نزع سلاح الانفصاليين وانها تشجعهم وتدعوهم الى تسليم سلاحهم والمشاركة في عملية

مشروعة".
وحذرت وزارة الخارجية الاميركية من ان القادة الاوروبيين سيناقشون الجمعة تشديد العقوبات على روسيا اثناء توقيعهم اتفاق

الشراكة مع اوكرانيا الذي يقع في صلب الازمة حاليا.
ومن شان العقوبات التي يتم بحثها ان تستهدف قطاعات مالية ودفاعية في روسيا التي تقف على حافة الركود الاقتصادي.
ومساء الاربعاء هدد اوباما روسيا بفرض عقوبات جديدة اذا لم تتخذ "اجراءات سريعة" لخفض حدة التوتر.
وتحدثت تقارير اعلامية اميركية عن خطوة عقابية قد يكون لها تاثير كبير وهي منع تصدير التكنولوجيا الضرورية لمساعدة

روسيا على التنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة القطبية الشمالية.
وتحث الدول الغربية اوكرانيا على اجراء تعديلات دستورية والاتجاه نحو اللامركزية. وترى واشنطن في نظام مماثل اكثر

فعالية، وتامل في ان يهدئ القادة المحليون والمواطنون الناطقون بالروسية ليتراجعوا عن مطالبهم الانفصالية.
اما روسيا فترى ان النظام الفدرالي هو الانسب حيث يصبح بامكان كل منطقة تحديد سياستها التجارية الخارجية.
وقدم بوروشنكو الخميس الى البرلمان تعديلات دستورية تمنح المناطق المزيد من السلطات من خلال انتخاب حكام من قبل نائبين

محليين (وليسوا معينين من قبل كييف) وتوسيع نطاق استخدام اللغة الروسية في التعليم والمؤسسات.
الا ان هذه الجهود ومع انها تسعى نحو اللامركزية الا انها لا تذهب حتى تطبيق الهيكلية الفدرالية كما تطالب بها روسيا، بحسب

محللين في مجموعة اوراسيا الاستشارية.
وقال هؤلاء ان "منح هذا القدر من السلطات للمناطق امر مستحيل بالنسبة لبوروشنكو، الذي عليه ان يبرهن لناخبيه انه... وفي

حين تبدو العلاقات مع روسيا متوترة الا ان الاستسلام لضغوط الكرملين مرفوض".
ويهدف اتفاق الشراكة الذي ستوقعه كييف مع بروكسل خصوصا الى الغاء الحواجز الجمركية بين اوكرانيا ودول الاتحاد

الاوروبي.
وحذرت روسيا الاربعاء بانها ستتخذ "اجراءات وقائية" في حال تبين ان اتفاق الشراكة الذي سيوقع الجمعة بين الاتحاد

الاوروبي واوكرانيا ومولدافيا وجورجيا سيسيء الى اقتصادها.
واعتبر محللون من مجموعة اوراسيا ان "حدة التوتر ستزداد" بعد توقيع الاتفاق.
واضاف المحللون "في ما يتعلق بروسيا، من الضروري ابقاء العلاقات التجارية والاقتصادية المميزة مع شرق اوكرانيا والحؤول

دون ان تصبح اوكرانيا التي تعتمد نظام تبادل حر مع روسيا، نقطة دخول لمنتجات اوروبية الى روسيا".
واعتبر الخبراء انه "من المحتمل" ان يتم فرض عقوبات اقتصادية بحلول نهاية العام "بينما الجهود الدبلوماسية تراوح مكانها

والعنف مستمر في شرق البلاد".
أ ف ب