نظمت الحملة العالمية لمقاومة العدوان، اليوم الجمعة، مهرجانا خطابيا، في مدينة إسطنبول التركية، بمناسبة الذكرى العاشرة لغزو العراق. وحمل المهرجان شعار "10 سنوات على غزو العراق وتدميره شعبًا وحضارةً"، وتضمن كلمات لعلماء دين وفدوا من الدول العربية، وآخرين شاركوا هاتفيا، كما شهد حضورًا شعبيًا عراقيًا وسوريًا مكثفًا. وركزت الكلمات الخطابية على الغزو الأميركي للعراق، وما نفذ فيه من ممارسات أثرت على وضع البلاد الاجتماعي والثقافي، وأساء إلى تاريخه الحضاري الثري. وخاطبت الكلمات، العراقيين المتظاهرين في ساحات محافظة الأنبار، عقب صلاة الجمعة اليوم، عبر الأقمار الصناعية، تحثهم على الاستمرار بمقارعة الاحتلال، والمضي قدما في حراكهم، مقدمين لهم الدعم لمواصلة الحراك. كما حث المتحدثون العراقيين على التوحد، من أجل الحفاظ على هوية العراقيين، محذرا من انعكاس تفرهم عليهم من التشرذم والضعف. وقال الشيخ "حارث الضاري" رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق، أنه "بعد إخراج الاحتلال لمعظم قواته من العراق، وسلم الحكم إلى مجموعة من السياسيين الذين رباهم، واعانهم على حكم العراق، حيث تشهد البلاد هذه الفترة أيام صعبة وقاسية". وانتقد الضاري رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي، على ممارساته التي "أفضت إلى تحميل الشعب آلاما بعد الظلم، والاقصاء، والتهميش، والاعتقال، والتعذيب"، مدعيا بوجود "600 سجن للمالكي، فيما تحدث عن حالة السجناء ومعاناتهم، وذكر ان هناك نحو 6 آلاف امرأة مسجونة ويتعرضن للاغتصاب، ومنهن من ولدن بعد حملهن من سجاني المالكي"، على حد وصفه. وناشد الضاري المتظاهرين والمعتصمين في العراق، بأن يواصلوا مظاهراتهم واعتصاماتهم، محذرا إياهم من اختراقات المالكي، من خلال أصحاب العملية السياسية التي لا تهمهم إلا مصالهم، فعليهم أن يستمروا في سلمية الثورة، وأن يبتعدوا عن الألفاظ الطائفية، على أن لا يأملوا من المالكي شيئا. ووجد الضاري أن الأمور لن تصلح، إلا بتكاتف العراقيين بمختلف أطيافهم، ضد الظلم واغتصاب الحقوق، والباطل، والاستمرار في التظاهر، داعيا إياهم إلى الوحدة. وأثنى على "ثوار سوريا لشجاعتهم في تضحياتهم، في قتال عدوهم، ومن ظلمهم، يحاربون الظلم والفساد، الذي استمر 40 عاما، وعندما لم يجدوا أفق حل، ثاروا على ظالميهم، مضيفا أن الثورة ماضية في أهدافها، ومؤكدا أنها "ستنتصر عاجلا أم آجلا، مهما استخدم النظام من قوة، ومهما دعمه حلفاؤه. وطالب ثوار سوريا بالاستمرار في الثورة، وأن لا يعولوا على الحوار والحلول السياسية، التي فات موعدها بعد وصول الثورة إلى هذا الحد. يذكر أن المهرجان شهد مشاركة كل من الشيخ حسن الكتاني من المغرب، والشيخ سالم الرافعي من لبنان، والشيخ عبد الوهاب الحميقاني من اليمن، فيما كانت هناك كلمات هاتفية لمشاركين آخرين.