قاطعت الولايات المتحدة ودول اخرى الاربعاء اجتماعا في الامم المتحدة دعا اليه الرئيس الصربي لجمعيتها العامة واعتبر محاولة للتشكيك في دور الصرب في حرب البلقان خلال التسعينات. واعتبر الاميركيون ان هذا الاجتماع الذي محوره العدالة الدولية ودعا اليه رئيس الجمعية العامة للمنظمة الدولية فوك يريميتش "غير متوازن" و"استفزازي". من جهتها، اوفدت الدول الاوروبية ممثلين لها ولكن من الدرجة الثانية، في حين قاطعت كندا ودول اخرى مثل الاردن اللقاء الذي اعلن فيه الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش ان المتهمين الصرب هم ضحايا ممارسات "تعسفية" منهجية في المحاكم الدولية. وقال نيكوليتش "يتساءل المرء عما تبقى من حياد في ظل مناخ من التعسف المنهجي في كل ما يتعلق بالصرب". ومع اقراره بحصول جرائم سربرينيتسا، اعرب عن استياء بلاده من تبرئة جنرالين كرواتيين في تشرين الثاني متهمين بارتكاب جرائم بحق الصرب من جانب محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة. حتى ان بعض المتحدثين شككوا في حصول مجزرة في سربرينيتسا العام 1995 والتي يحاكم فيها امام محكمة الجزاء الدولية مسؤولون سابقون في مقدمهم القائد العسكري السابق لصرب البوسنة راتكو ملاديتش. وقال فوك يريميتش في مستهل الاجتماع "اعتقد ان اي موضوع ينبغي الا يكون محظورا في الجمعية العامة". لكن دبلوماسيين اوردوا ان يريميتش منع جمعية تمثل اسرا لضحايا سربرينيتسا من القاء مداخلة. وعلقت ارين بيلتون المتحدثة باسم البعثة الاميركية في الامم المتحدة ان "كيفية تنظيم المناقشة لا تتيح اسماع اصوات ضحايا الفظائع التي ارتكبت". من جانبه، شارك الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في الاجتماع ودافع بشدة عن دور واهمية العدالة الدولية. في المقابل، وجه وزير العدل الرواندي تارسيس كاروغاراما انتقادا الى العدالة الدولية، معتبرا ان ما قامت به محكمة الجزاء الدولية التي حققت حول الابادة في رواندا العام 1994 يعتبر "خيانة" لبلاده.