اهتمت الصحف الأميركية بسير الأحداث بين الولايات المتحدة وحلفائها من جانب وكوريا الشمالية من الجانب الآخر، وكتبت أن بيونغ يانغ خففت أمس لهجتها قليلا وألمحت إلى انفتاحها للحوار، رغم استمرار خطابها العدائي. وقالت نيويورك تايمز إن الحافز الذي قدمته واشنطن الأسبوع الماضي بشأن تنظيم حوار مع كوريا الشمالية قد أثمر، فبدلا من التهديدات اليومية تقريبا بتدمير "عش الشر" بأميركا نوويا، بدأ خطاب بيونغ يانغ يتضمن تلميحات حول التوصل إلى تسوية. وقالت واشنطن بوست إن كوريا الشمالية أصدرت بيانا يعرض شروطها للحوار، بما في ذلك رفع العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة، وإزالة جميع الأصول النووية الأميركية من المنطقة. وأوضحت لوس أنجلوس تايمز أنه رغم أن مطالب كوريا الشمالية غير واقعية، فإنه يمكن اعتبارها خطوة باتجاه تراجع لبيونغ يانغ. وأعادت الصحف الأميركية إلى الأذهان أن واشنطن وسول وبعد أسابيع من التحذيرات العنيفة المترافقة مع نشر قاذفات الشبح القادرة على حمل أسلحة نووية في تمارين فوق أجواء كوريا الجنوبية، قدمتا عرضا بالحوار. وذكرت نيويورك تايمز أن محللي الشؤون الأمنية في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة عبروا عن تفاؤل حذر بأن التغيير في لهجة بيونغ يانغ يشير إلى أنها على استعداد الآن لتهدئة التوترات. ورغم ذلك نقلت عن هؤلاء المحللين قولهم إن المعلومات عن الرئيس الجديد لكوريا الشمالية قليلة جدا ولا تسمح بالتنبؤ بما يمكن أن يحدث عنه في المرة التالية، وإن كل ما يتم استخدامه لتقييم إستراتيجيته هو خليط من الدعاية والمعلومات الاستخبارية غير الواضحة.  وأعرب بعض المسؤولين الكوريين الجنوبيين في جلسات خاصة عن مخاوفهم من أن تخفيف لهجة كوريا الشمالية يمكن أن يكون خدعة لتشجيع من يدفعون في أميركا وكوريا الجنوبية إلى موقف أكثر مرونة تجاه بيونغ يانغ. وأشارت واشنطن بوست إلى أن الحوار سيكون صعبا نظرا إلى أن واشنطن وبيونغ يانغ على اختلاف كبير حول ما يجب أن يُبدأ به. ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن مدير مركز أبحاث كوريا بجامعة كولومبيا شارلس آرمسترونغ قوله "إن إصدار بيانات نارية قوية بهدف التفاوض من مركز قوة ينسجم تماما مع السلوك السابق لكوريا الشمالية". وفي نفس الوقت ذكر الباحث بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي ماركوس نولاند "أن المشكلة لو كنت أنت قائد كوريا الشمالية كيم يونغ أون الذي قام بوضع برنامجه النووي على طوابع البريد واللوحات الضوئية ونُظمت له مهرجانات شعبية تهتف بأن هذا البرنامج هو شريان حياة الأمة، فمن الصعب أن تتراجع".   ولم تستبعد جميع هذه الصحف أن تجري بيونغ يانغ تجربة أخرى على صواريخها حتى تحفظ ماء وجهها وتظهر أمام شعبها بأنها لم تخضع للأعداء، وذلك قبل الموافقة على الحوار. وقال نولاند إن أون يحتاج إلى شيء ما يقنع شعبه بأنه حقق انتصارا "ليقول لهم: لقد جاؤوا يطلبون التحدث إلينا". ولم تنس لوس أنجلوس أن تشير إلى أن ما تقوم به الصين من دور خلف الكواليس ربما يكون حاسما في التأثير على بيونغ يانغ.